PNGHunt-com-2

كونشرتو الخطاب الأخير : الشاعر غازي أخمد ابو طبيخ الموسوي

إعادة نشر
آفاق نقدية
….…….….
كونشيرتو
الخطاب الاخير: 
************
كانَ يرتجلُ الصمتَ
مُستوحشًا
والقوافلُ مزهوةٌ بالبريقِ البعيدْ
كلُّ قافلةٍ
تجتبي لغةً وطريقًا!!

وأنا هاهنا..
أستفزُّ الحكاوى
التي استوطنت زمني
يتمهَّجُني
البحرُ
والنهرُ
والساقيةْ..

-ليلُ
يا ليلُ،،
مازال "ديموزُ"
مُختضبًا بالدِّما
راسُهُ القمرُ البابليُّ
وأوداجُهُ برجُ عشتارَ..

سوفَ يطولُ البُكا 
زمنًا أخرسًا
وعيوني عليكِ ..
على منجميكِ..
على شفتيكِ..

أنا هاهنا...
غارقٌ بالتذكُّرِ
ثَمَّةَ رأسٌ على البرجِ
يقرأُ للعابرينَ كتابَ الدموعِ الطويلِ
كنهرِ الفراتِ
من الغربِ والشرقِ
حتى الجنوبِ المَهيضِ
فهل تعلمينَ
بأنَّ انقطاعَ الرؤوسِ الأبيّةِ
ليسَ الرّدى أبدا
إنّهُ
محضُ  فَجْرٍ  جديدٍ
يزيحُ الّلثامَ غدا
يتصيّرُ فَتْحًا، 
وعبْرَ الدموعِ الغِزارِ
يلزُّ الشوارعَ
والشعبَ
والامنياتِ الكبارَ
معًا..
مُنْجِدا…
وأنا هاهنا..
فزَّ رأسي
على راحتي
في غدٍ مُنشدا

أركَبُ اليمَّ،
والزَّورقُ الخَشَبةْ!!
هكذا...
قد سمِعْتُ الجُنَيدَ
ربيبَ النُّهى
وهو لا ينتقي الكلماتِ
فتأتيهِ
طوعَ الجَّنان بلاجَلَبةْ..

ليلُ
فاتنتي المستهامةُ بالرَّغباتِ الجُناةِ
فلاتحزني ..
كلّما سقطَ الدمعُ
من مُقلتَيكِ العراقيتينِ
هَما ماطرٌ
من دمي
فوقَ ذاتِ الترابِ 
الذي ضمَّ رأسَ الذبيحينِ

أبكي أنا بالنيابةِ
عنِّي
وعنكِ
وأقْدَحُ جُمجمتي بالرؤوسِ القطيعةِ
من جهتينِ...
من الجهتينِ!!
وأُشعِلُ رغمًا
على الظَّلموتِ
كِبارَ المصابيحِ
في جنباتِ العراقِ الذبيحِ

فهزّي إليكِ بجذعِ الحياةِ
ولا تقلقي
إنَّ جِريالَ ماطرِنا العبقريّ
انتضى البَوحَ
في لحظةٍ ذاهلةْ
وتخطّى رتاجَ الهوانِ
لِيملأَ وجهَ الحياةِ
غدًا
"جُلّنارًا"
ونارًا
ونورًا
وفي يدِهِ الحجّةُ الكاملةْ

قلتُ هزّي اليكِ... 
دمي يشتهيكِ
فمي يشتهيكِ
أنا ها هنا  ..
لغةٌ حرّةٌ  ثانيةْ..

حُلُمِي
والفتوحُ التي جرفَتْها السيولُ
وقفنا معًا،
والبحارُ جميعًا
على راحةِ الإنتظارِ
بليلٍ طويلِ السرارِ

كلّنا
ها هنا
من زمان الرِّهابِ
عشيقِ الخرابِ
"على قلقٍ "
بقعةٌ
قااانية………

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي