دمك السراج : الشاعر محمد الدمشقي

دمك السراج:

متْ فوق جرحِكَ إن زمانُكَ عقَّا
واتركْ دماءك تصطفيكَ لترقى
...
متْ عاشقاً فالحبُّ ليس قصيدةً
بل نارُ وجدٍ فيكَ تصرخُ عشقا
....
وتشعُّ من عينيك شمساً حرَّةً
لتذوقَ في لهبِ احتراقكِ عتقا
....
متْ كي تعيشَ فإن نوركَ ساطعٌ
ما دمت لم تطفئ سناكَ لتشقى
....
ما دمت ما بعتَ الشروقَ لعتمةٍ
وعبرتَ ليلَكَ واثقاً فانشقَّا
.....
وكسرتَ قيدَ الصمتِ مثلَ رصاصةٍ
منحتْ صداها للسماءِ الأبقى
.....
لا... لم تمتْ لكنَّ قلبَكَ حينها
عرفَ الطريقَ فراحَ ينزفُ شوقا
.....
دمكَ الخلودُ فصبَّ كأسَكَ كلَّهُ
فوق الترابِ لعلَّهُ يتنقَّى
......
غرباءُ همْ إن في ثراكَ استوطنوا
موتى... وقد ركبوا السفينةَ غرقى
.....
أنتَ الترابُ وبرتقالُكَ شاهدٌ
ليمونُ دمعِك سوف يحرِقُ حرقا
.....
متْ كي تعودَ إليكَ من تغريبةٍ
فيها أرادوا للقضيِّةِ خنقا
.......
دمكَ السِّراجُ فلا تكفكفْ نزفَهُ
فإليه يسري نهرُ فجركَ دِفقا
......
هي شعلةٌ... والدربُ أصبحَ واضحاً
فانثرْ شذاكَ عساه يفتقُ رتقا
........
أقصاكَ قد ناداكَ قبل غروبهِ
والشمسُ تأبى أن تخونَ الشرقا
.......
المجدُ يختارُ الذين يحبهم
من ذا سواكَ إليه ينشدُ سبقا
......
أنا مثلَ قلبِكَ عاشقٌ وقصائدي
قد كلَّلت بالياسمينِ دمشقا
......
تلك الديارُ من الجنانِ أريجُها
فاجعلْ حنينَكَ في فؤادك خفقا
......
لن يقتلوك فصوتُ مدِّك هادرٌ
والفجرُ من دمكَ المقدَّسِ يُسقى
.....
من قدسِكَ الميلادُ فانظر نحوها
وبغزَّةٍ قف كي تصونَ الحقَّا

محمد الدمشقي 20/10/2023