حب من العيار الثقيل : الشاعرة سعاد محمد
حبٌّ من العيارِ المميت..
ما بيننا محضُ دمٍ..
إما لي أو لك..
خلافُنا ليس على الهواء،
لِمن اللبُّ؟ ولمن القشرةُ والبذور؟!..
خلافُنا على جذرِ الوجود..
فإمّا أن تقتلعني أو أقتلعك!..
لو كنّا جاران عاديّان..
لأخذتُ (سيلفي) مع اخضرارِ حقولك..
وصلّيتُ على النّبي لضحكةِ أطفالك..
أمّا وقد نكأْتَ خارطتي،
سأمحو يدي حتّى لا أصافحك!
فليس بيننا إلا الجنازات..
ولتشهدْ التماسيحُ!..
كتناصٍّ بين..
مدينةٍ قالها الله في لحظةِ سرّانيّةٍ شعريّةٍ..
ومدينةٍ حجارتُها طرائف..
ألّفها أهلوها نكاية بعبوسِ الأيام..
تفجّري يا بنةَ عجزِنا..
فالرّصاصةُ هي الطّريقة!
كتناصٍّ بين..
تمثالِ الحريّةِ حبيسِ الميديا..
و خيمةٍ تتجوّل في العراءِ خصيبةِ الاشتقاقاتِ..
اندلعي واحرقي عظامَ تلكَ الكذبة!..
تُنحلُ ألقابٌ..
وتنحلُ قصائدُ..
لكن، أتنحلُ بلدان؟..
وقالوا حينها:
( كانت روحُ الرّبِ ترفُّ على وجهِ الماء)
أما نحنُ فنقول:
لهذا الماءِ أهلٌ..
وربُّنا أخبرنا، أنْ آذّنَ الطّوفانُ
كلُّنا نوحٌ،
ودمُنا السّفينةُ..
وسنحفرُ لعدوّنا قبره في هذا الماء!..
والقلب فأسٌ أحيانا!..
حتى تعودَ للبرتقالةِ عذريتُها.
كم صلّينا لهذه اللّحظة..
سجدْنا على شوكِ السّلامِ..
لنطمئنَّ على دقاتِ قلبِ الأرض..
لم نكنْ نائمين..
كنا نلقِّنَ بيوتَنا مفاتيحَكم..
ندفنْ قتلاكم في كتبنا المدرسيّة..
ليكبرَ كلُّ أولادِنا فلسطينين..
لم نسامحْ..
فالذّكرياتُ يا عدوّي لا تصالحْ..
ولم يأتِنا خبرٌ من الضحايا بأنْ نسامح!..
كنّا واثقين..
بأنّ الدمعةَ آية..
وأنَّ الحقَّ موتٌ يكبرُ في كنفِ القهر..
فلن يُحيي البحرَ الميتَ إلّا شربةٌ من دمِ الثأر..
كنّا واثقين!..
--‐--------------------------------------------------------
قرأت هذا النص منذ أسبوعين على منبر اتحاد الكتاب- فرع دمشق.
تعليقات
إرسال تعليق