وطن بديل : الشاعرة سعاد محمد
وطنٌ بديل..
كمن يتصقَّرُ والنّاس مُحرمِة..
أنْ تخرجَ للنّاسِ، الآنَ، وأنت ترهجُ بكلِّ هذه العاطفةِ..
سينحني لكَ فرويد..
ويرمي كومةَ شتائمَ،في النّهرِ الّذي تشربُ منه قصيدتُكَ، جائعٌ!..
لو أُوكلَ ل(فيرزاتشي) أنْ يُخيطَ لي بدلةَ إلهامٍ..
تُصالحني مع البحرِ المعاصرِ..
لعلَّمتُ عزقَ الأفكارِ الجبليّةِ لعضلاتِ الماءِ!
أمشي خلفَ محراثِ الشّعرِ..
أزرعُ الصّحو الباسلَ، ووجهَ من أحبُّ..
وكلُّ سنابلي ترنو إلى حمامِ الشّامِ..
وتدعو لمقاصدِها بالشّفاء!
ونكايةً بكلِّ الّذين علّقوا مواجعَهم على زندِ أصواتِنا..
/وراحوا يرعون نعاماتِ صمتِهم/
إن حالفني، يا حبيبي، موسمُ اليقينِ..
سأرسلُ النَّهرَ الّذي يمرُّ أمامَ القصيدةِ..
ليطحنَ انتظاراتي في مطحنتِكَ أيّها الإله الرعويُّ!
قلبي ليس أريحا لتسقطَهُ الأبواقُ..
وليس إيقاعاً أندلسيّاً يترزَّقُ من استمالةِ العيونِ الوثيرةِ..
قلبي طفرةٌ في قياساتِ الحياةِ..
فاستقبلْهُ على سبيلِ غزالٍ يا أسدَ الفرضيَّاتِ الشَّائكة..
ولا تجرحْ أوصافَهُ!
كقاطعِ طريقٍ تكمنُ لإلهامي..
وجهُكَ يعتزُّ بهِ الله..
يُخرجُهُ كعذرٍ، يُغفرُ لأجلِهِ التقنينُ بالمعجزاتِ!
صوتُكُ حجرُ الفلاسفةَ..
تنحتُ عليهِ النواعيرُ وجوهَ غيّابِها!
صوتُكُ دبسُ النُّعاسِ على رغيفِ اللّيلِ..
غناءُ ناسكٍ تُطلُّ مخيِّلَتَهُ على أفكارِ البناتِ!
خزيتْ العينُ من حولكَ..
أيّها الفردوسيُّ الجاذبيّةِ..
كلُّ الرّجالِ علّاقةُ مفاتيحَ في خصرِك!..
وكعزاءٍ لغربتينا..
سأرشُّ الملحَ في عيونِ الحزنِ..
وأشيِّدُ لنا وطناً على أرضِ القصيدة..
وطنٌ رايتُهُ منديلُ ملامحِكَ..
ومحصولُه الاستراتيجي هو الأمان
كلُّ كلمةٍ فيه أمٌّ!
وطنٌ لا يشتغلُ بوّاباً على عمارتِهِ الّتي باعها، بزجاجةِ قلقٍ وفطيرةِ دينٍ..
وأرسلَ أولادَهُ للتسوّل!
تعليقات
إرسال تعليق