على ثغر ناي :الشاعرة مي عساف
"على ثغر ناي"
على ثغر ناي
أعزفُ حروفاً طالما صلّت
بلهفة على وسائد أدمعي
أتلو صلاةَ استشفاء
لبقايا حزنٍ
ما زال يدخنُ غليونَ الصبر فوق
جراحِ أمنياتي
ألملمُ أشلاءَ
القوافي
وهي هاربة
من بيت القصيد
أتعثّرُ شعراً
بظلِّ معانٍ
هاربة تحت
جنح المجاز
تبحث عن أسوار
الكنايات تداري خلفها
سَوءةَ الجراح
تبلسمُ
"جرحين وألف"
في جبين الكبرياء
*******
على متن وهم
على جناح كذبة..
أحاول الهروب من نفسي
الأمّارة بك
أضمّدُ جراحَ
حزنٍ أنيق..
أعاتبُ بداخلي
امرأةً حملتكَ في أحشاء الذاكرة
وهناً على وهن..
ونسيَتْ أن تقطعَ حبلاً سرّيّاً مازال
معلّقاً بين شريانٍ
ونبض
*******
على قارب الوداع
أعاتبُ ليلاً جاحداً
شهِدَ قلبي وهو يطرّزُ ستائرَ الحنين فوق شرفةِ الغياب
قرب نوافذ الانتظار....
وظلّ صامتاً يكتمُ
قصيدةَ حقٍّ ..
يخفي
وميضَ نور
خلفَ عتمةِ سكونه
خلف غصّةِ الضياع..
******
برفقة الفجر
أتلو سورة التوبة
فوق يدٍ من نور
اعتادت في قيظ خطاياك
أن تخيطَ كلَّ فجوةٍ يتكفّلُ بفتحها عتابٌ هنا..
أو وجعٌ هناك..!!
*******
على حافة الوصول
أرهقني الانتظار خلف جدران حروفٍ لم أكتبها بعد..
فمن يردُّ السلامَ على قصيدة مازالت منذ أول ابتهالات الحروف تلملم
حبر موتها؟
من يضمّدُ جراحها تحت أغطية المجاز
بين جمر القوافي؟
ومن يمنحني
عمراً جديداً
لا تحملُ شتاءاته
عواصفٌ
ولا خذلان..؟
من يهديني عمراً أكونُ فيه
الشاهدَ الوحيد
على ولادة حلم
يقبّلُ أصابعَ الربّ
بينما يشكّلُ بهم
قلبَ أنثى تمجّدُ الحياةَ وتقدّسُ تفاصيلها
ثم ترسمُ ملامحَ أحلامها المدهشة..
على نواصي الكون
وتقيمُ لأجلها
طقوسَ عبادة
في محرابٍ ومعبد؟
Mai Assaf
تعليقات
إرسال تعليق