وصايا تشي جيفارا : الشاعر منهل مالك
وصايا تشي جيفارا..
قهوتُكَ مُرَّة.. يا أخي ؟
تبحثُ في أسرارِ البُنِّ الأسود
عن حلاوةٍ مخبأة..؟
بقناعِ الرجاء
تُخاتِلُ الحقيقة؟!
بحبةِ دواء
تكمِّمُ فاهَ الجُرح؟!
عليكَ بالملحْ..
عليكَ بالملحِ لتتألم
علّكَ تتعلم
بأنَّ الجرحَ الأبكم.. خائن ـ طابورٌ خامس
علّموكَ في المدارس
علموكَ يا رفيق لغةَ التصفيق..
ليصفدوا يديك
علموكَ في المساجد والكنائس شرعَ المسيح..
ليصفعوا خديك
.. دجّنوكَ في مخادعِ الرقيق
كان على بائعةِ الكبريت
أن تُضرِمَ حريق...
علّكَ تتعلم لغة النار
وكيف تكتب بعودِ ثقاب
على سبورةِ الليل..
كان أَوْلى يارفيق
ان تُضرِمَ النارَ في جسدِكَ
على أن تموت كزجاجِ السكوت
تحلمُ بصوت يُشعِلُ فتيل
علّكَ تضيء
علّكَ تُمسي طريق
علّكَ تستفيق كطائرِ فينيق
النارُ يا أخي بدايةُ النهاية
النار أبلغ اللغات
والريح نشيجُ غضب
يُزكي اللهب في يباسِ الحطب
قهوتك مرة.. يا بنَ أمي؟
كلُّ شيء في حياتِكَ مُرّ
هنا باسم الإنسانيةِ يستعمروك
هنا باسم الحريةِ يستعبدوك
هنا باسم القضيةِ يسلبوك
هنا باسم الله يذبحوك
هنا باسم الوطن يلجموا لسانكَ ويمتطوك
هنا... هنا يا بنَ امي يتلوّن الأعداء
هنا"وسوى الروم خلف ظهرك رومُ"
.. كم تؤلم يا أخي طعنةُ الظهر
.. كم تؤلم؟!
كم تؤلم وحبالُك الصوتية
للعبةِ شدِّ الحبل ـ لنشّرِ الغسيل!
كم تؤلم وحبالُكَ الصوتية
خراطيمُ أراجيل تدخنُ فيها الخَدَرْ !
حقنوكَ بالصبر
حقنوكَ وقالوا: بشِّر الصابرين
حقنوكَ وقالوا: إنَّ بعد العسر... يسر
حقنوكَ لتبقى..
ظهراً فيُركب.. ضرعاً فيُحلب
إنّي لأعجبْ كيف تمرُّ الريح
في ناي جسدكَ الجريح.. ولا تصيح
إنّي لأعجب كيف لا تغضب؟!
يا أيُّها الغريق بلغَ السيلُ أنفكَ
ولا عصا تشقُّ لكَ الطوفان
ولا عنكبوت ينسجُ الأمان
ولا طعاماً يُنزّلُ من السماء
ولا يمامة...
ولا قيامة...
ولا طيرَ أبابيل..
لن يأتي "غودو" ليفتديكَ
لن يأتي...
البوم يا رفيق حظُّ أبناءِ القمر
جربنا المُنتظر؟!
جربناهُ.. جربناهْ... وما انتصر
فانتصِرْ لأناك لا أمل إلّاك
واسْتَعِرْ لتنتصر
كالنار في هشيم، كبركانٍ كظيم
او انكسِرْ لتنتصر
أو انتحِرْ في شموخ البزاة
ولا تمتْ كما الأموات
تتسول فتات
على عتبات الخنوع
من قال لا.. لا يجوع
من قال لا.. لا يموت
من ماتَ.. ماتَ بالفتات
فاخلع يارفيق
قميصَ الشاة
.. لتستحقَ الحياة
وارتدي غضب
منهل
تعليقات
إرسال تعليق