PNGHunt-com-2

رسالة نثر شاعرية قراءة بقلم الناقد عبدالله علي شبلي لنص الشاعر غازي الموسوي

على هامش أرشفة رسالة نثر شاعرية.
…………………
…………………………..
رسالة نثرشاعري…………
نص غازي احمد ابوطبيخ الموسوي
        (2015)
""""""""""""""""""""'''""""''''""'''
بيننا
يا سيدة الجهاتِ
برهةٌ كثيفةٌ
من الأزمنةِ المكتظّةِ بالافتراقِ
يا حبيبةَ الشاعرِ..
وبيننا بعدُ
لغةٌ خرساءُ
من وجوهِ الثكالى العربياتِ
في الآونة الاخيرة....
هل سألتِ أباك السماويَّ
توأمَ الروح "أنكيدو"
عما حدث في (سانگ بيست )..
لوكان إليوتُ معنا
لاستبدلَ الارضَ الخرابَ
بدهاليزِها العنكبوتيةِ العتيقة!!
وماتزال
بيننا كلُّ القادماتِ
من شرانقِ التخلُّفِ
وتماثيلِ القبحِ الشرقيِّ النخرة.....
يا ابنة المدى البعيد .....
انت في أقصى بقعة من الضوء
لا تراها عيونُ العميان
الرازحين تحت حائطِ الم.............وووت
الاول..............
والثاني...........
والثالث؟!
"وكفى بنفسكِ اليوم علينا" ..
نعم  علينا..
حكَماً عادلاً و"حسيبا"..
أعلمُ
أنّ البراءةَ صوتُ الملكوت
وها أنذا أسمعُ صوتَكِ
من بعيييييدٍ
يفترعُ البحارَ السبعةَ
من جديد:
-يا ايُّها العراقيُّ العظيمُ
أيُّها المذبوحُ كالعادةِ
من الوريدِ
الى الوريد..................
يا ايُّها العربيُّ الباكي
حدَّ انفلاشِ العظامِ،.....
ألمُضمَّخُ بالعَنْدمِ الدمويِّ
حتى حدودِ العرافةِ القديمةِ!!
هذا أنت
وها نحنُ معاً
في وسطِ البريقِ القرمزيّ!!
تِدْ قدمَكَ المتعبةَ
في الترابِ المقدّسِ
هذا قدرُك
أو بلواك..
فاعتنقْ وجعَ التاريخِ الدامي"

أسمعُ صوتَكِ العجيبَ
ودقاتُ قلبي
تُردِّدُ الخطابَ
بدفيفِ الوحيبِ
إنْ كنتِ تريديننا
أنْ نشهدَ على جمالِكِ
من حيثُ انتِ
فقد فعلتِ...
وإنْ كنتِ تريديننا أنْ نرعويَ
فلم تفعلي أبداً أبدا...

أبلغي أباكِ القصيَّ
بالنيابةِ عنّا
نبوءةَ المظاليمِ
-يا ايُّها الشاعرُ المُتغرِّبُ
يامن حمَلْتَ حقيبتكَ ورحلْتَ بعيداً
قد سلِمَتْ ابعادُكَ...
وتعالى فكرُكَ 
وانتصرَ عنادُك!!................

ودعنا نجلس في "كيرِ الصفّار"
نكرعُ كؤوسَ النار!!..

فسلاماً من أتونِ الجحيمِ
الى مرابعِ الفردوس.......
الفردوس الموجود
"الفردوس المفقود"!!

أفيضي علينا بعض السلوى
وصَلَ السيلُ الزُّبا
لكنَّ القلبَ مولعٌ بالجذورِ
الجذور الضاربة
في أقصى بقاعِ أوروك
أوروك المحبوبة
أوروك المنكوبة!!؟

تلكَ اذن صرخةُ المفجوع
ونداءُ الغريق!!
فهل تسمعين النداء
أيتها الجميلةُ النائيةُ
في آخرة الدنيا؟؟؟.....
،،،،،،،،،،،
ألقراءة:
"""""""""
أ ترانا حقا نسمع صرخة المفجوع ؟أ يخترق أذاننا المثقوبة بأدران الخطايا والمتسخة بملوثات الذنوب نداء غريق؟
ذاك الذي يستنجد ، يستجدي دون سامع ولا مجيب ، محال ذاك  أن يكون ، ولا أظن الجميلة النابتة بعيدا في أقاصي الدنيا تستجيب ، أو تلتفت لتعين ، لتمد حبلا ، لتنجد غريقا وتسحب سجينا.

لكني سيدتي الحبيبة استدرك وأقول ، أ في القلب بقية عروق ضاربة ؟ أ تستطيع النياط تحمل ذاك العبث المقيم في دنيانا المظلمة ، لعل اوروك المحبوبة نفسها ، اوروك المنكوبة ذاتها تستيقظ من رماد فتنتج انقاذا بعد أن أثمرت ضياعا وفقدا.

نحن في أمس الحاجة إلى الفرح ، سيدتي ، إلى السلوة ، بل إلى ملهاة تلهينا عن قسوة الملحمة التي اعلت شأن المحرمة بعد أن أصرت على تناسل المفزعة و المفجعة  ، واقتلعت جذور الحبور و قطعت رقاب  المرحمة .

كيف تكرع  كؤوس النار ، والشاعر المغترب يفكر سالما ، طيب الفكر ، يرسل مخيلته المطواعة لتجول بين خياراته الطيبة ، فتعود غانمة مكتنزة وفي عناده حلاوة ونداوة ؟
ان اللغة عادة تفهم دون أن تقال ، هي علامات وتشفيرات تقرأ على وجوه الثكالى العربيات ، لكنها مع هذا الوجع والنحيب الذي يخالط أنظارنا السقيمة كل يوم،  ونحن في تساكن غريب مع فضائيات الدم والفضيحة ، تصبح اللغة خرساء لا تنطق ، وإذا نطقت فهي لا تفيد ، إنها نفسها لغة الخشب في الآونة الأخيرة ، كل هذا الفجع والوجع والتناسل اليومي للفزع هو نقيض رسائل السماء ، هو خلاف الفضيلة  ، تلك التي يناضل التاريخ والأسطورة معا لتوريتها للناس ، لجعلها قمينة لنشر التعمير بالصالحات ، والقضاء على التخريب والتدمير.
في الأخير ، حق لي أن أتساءل أيتها القصيدة ، أيها الروي الحابل بلاغة ، أيها المجاز الذي يبني المعاني حرفا حرفا بين ثنايا الكلمات الرصينة ، لم الغياب ؟ لم تتركون هذا الفراغ قاتلا ؟ لم المواربة ؟ لم تختفي كل هذه الأشياء دفعة واحدة عن الشاعر وتجعل الأزمنة المكتظة بالفراق تتسيد وتجعل حبيبة الشاعر تتغيب ؟
هو السؤال هكذا كتب عليه أن يبقى بابا مشرعا يبحث عن الداخلين فيه ، ليبحثوا عن المعرفة والحقيقة ليبلغوا العرفان والإشراق ، وما أظنهم ببالغيه ، هكذا هو الإنسان كتب عليه أن يبقى هكذا تائها هائما ، يحمل القيم ولا يطيقها ، يتبناها دون أن يبنيها.

          بقلم
        الأديب
عبد الله علي شبلي  استاذ اللغة العربية "كلميم" المغرب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي