كان ياما كان : الشاعرة ريم البياتي
كان ياما كان
كانت دمشق تَعدُّ القوافل وقت الغروب
وكنتُ أصليّ...
وكانت... إذا خيّروها
تسير الهوينى
وتُلقي الضفائر فُلّ المساء
ووجهك كان الصباح المُحال
يطوف على شرفات الدهور كطيف الغريب
ولكنّ وجهك كان قريباً
قريباً كصمتي
وكنتُ أصليّ...
وخلف النوافذ كان الغناء حزيناً كظلّي
وكانت دمشق تصبّ الهيام على راحتيكَ
فتورق فيها الفصول ونمضي
غريبان حين اصفرار النهار
وكنتَ تصلّي...
فتخرج من تحت ضلع الدروب دمشق وكُليّ.
فأيّ دمشق إذا ماتباكوا تغبّ الدموع؟
وأي البلاد إذا حرّموها تريد الرجوع؟
وأيّ الوسائد تُثنى إذا باغتوها
ومات اخضرار الكلام؟
وأيّ القناديل تصحو على السور
حين يُعلّقُ عنق الظلام؟
وكنتَ صبياً
وكانت دمشق تمدّ يديها تمشط شعر النخيل
ووجهك مثل الفَراشِ طليقٌ
ولكنّ كفيك قيد الرحيلِ.
... ريم...
تعليقات
إرسال تعليق