قصيدة الشاعرالطبيب علي ابراهيم حسن
هديّة لأهل وعشّاق الحرف والكلمة والقصيدة
عَتِّقْ . وَقِفْ . قَدِّمْ . أَفِضْ .. مُتَرَفِّقَاْ
وإذا تعثّرَ قادمٌ كن مُشفقاْ
رَتِّلْ حروفَ العشق في خلَّانكمْ
واسكبْ ودادك في الأنام ترقرقا
واشربْ مِنَ الكاساتِ خَمساً وانْثَنِ
وخُذِ المثاني جملةً وتفرّقا
وإذا ادْلَهَمَّتْ ليلةٌ في حيِّكمْ
فامسحْ بنور العشق حتى يمحقا
يا أيُّها المَسْجُوْنُ فِيْ مَلَكُوْتِهِ
وأُصيفرُ الحرّانِ فلسفَ باللقا
آياتُهُ دلَّتْ عليهِ .... وأقْبَلَتْ
في صورةٍ وتكثَّرتْ فتألّقا
فإذا مسَحْتَ الرَّيْنَ عن أعمالكمْ
وتعطّلتْ فيك الظنونُ .... ووَفَّقا
ودخلتَ بيتَ الشَّاربينَ كؤوسَهُ
ولزمتَ أرضكَ صادقاً مُتمنْطِقا
ومحوتَ نفْسَكَ لا أنا فيما أنا
وندهتَ من في جانحيه تعلَّقا
ورسمْتَ للعُشَّاقِ حرفَ تَعَلُّقٍ
وجمالُ يوسف للحسانِ تَصَدَّقا
فاهْنَأْ فإنَّكَ من سنابل بُرِّهِ
ووجوبُه وجبَ الوجودَ فأشرقا
يا نازلَ الحرفِ الشهيرِ بربوةٍ
ومُطَرِّزَ الأكمامِ حين تفتَّقا
يا ناسجَ النُّوناتِ في إكليلِهِ
غصنٌ تباسقَ للأنام وأورقَ
يا جوهرَ الآياتِ ..... في آياتكمْ
علمٌ ونورٌ بالمكارمِ أغدقا
وإذا ضَحَى فيها فظلُّ ظليلكمْ
بردٌ لمن ورد الظليلَ وصدّقا
من بينِ روَّادِ الخليل جماعةٌ
عشقتْ حروف العشق والمُستنطقا
وتسلْسَلَتْ و تمايهتْ كاساتُها
وتآلفتْ فيها القلوبٌ.. فنسّقا
وتسنْدستْ خُضْـرٌ بِهِ واستوثـقتْ
فتطهّرتْ ببنانهِ فاستبرقا
فغدتْ قناديلَ الأنامِ بِلَيْلِهِمْ
تهدي به من تاه فيها وعلّقا
منهم فضيلةُ عشقنا الغالي الذي
بِعُلى عليِّ المكرمات تعلّقا
يا سيِّدي يا نبعةً خرَّارةً
وكريمةً والشوقُ فينا أشرقا
يا إخوتي .. كاسي التي قد عُتِّقتْ
والعشقُ مع أشواقنا من عتّقا
وغرقتُ في البحرِ الثجوجِ مُسافراً
والعشقُ في إبحارنا من أغرقا
والقلبُ حرَّقَهُ بنار ودادهِ
والعشقُ في وادي الهوى من حرّقا
وإليه أشواقي ونبضةُ خافقي
يتوافدون وبابه ما أغلقا
ويقولُ : في وجهِ الشِّـراعِ طلاسمٌ
قالت به لمَّ الحروفَ وفرّقا
قَصُّوا لنا عنهُ بأنَّ بَنَانَهُ
من قبلهم فتَقَ السُّكونَ ورتّقا
وعلى جبالِ العشقِ لَوَّحَ شَالَهُ
فسبى قلوبَ العاشقين وشوّقا
وبِقافِهِ المكنوزِ منْ قرآنِهِ
ومجيده للماجدين تأنّقا
مِنْ طيرهِ ريشُ الوثيرِ وعرشُهُ
من مرشياتِ السّابحاتِ تسوّقا
وإلى ذوي الألبابِ من مشكاتِهِ
وبنور مصباح الزجاج تدفّقا
لإيلافِ ما لا تُبْصِـرونَ زجاجةً
والشيء فيما تبصرون تمنطقا
وعلى جدار العشق حرفُ جمالِها
متنيسناً .... متزنبقاً .... متسوسنا
قلبي يُحَدِّثُني يبوحُ بسـرِّهِ
أنّي سوى ليلى الهوى لن أعشقا
تعليقات
إرسال تعليق