لاوأريد عصا سليمان : الأديب محمد زينو شومان
لا أريد عصا سليمان
يحملني الظن بعيداََ
أبعد من حدوده الجغرافية المعترف بها منطقياََ
أبعد مما يصل الخيال بفرسخ، أو بفرسخين
وماذا بعد؟
لا مستندات ولا بطاقة هوية تثبت أنني
لاجئ شرعي داخل النص
هارب من تسلط المؤلف ومن استبداد النقد
أجهل حتى ماذا أنوي
أي حماقة سأرتكب إذا سقطت على رأسي
من برج نرجسيتي المعلق
دعوني وحدي أقتلع مسامير ندمي بنفسي
سأمتحن مزاجي وشركة أعصابي المتحدة
سأختبر استعدادي للعيش المشترك مع الصبر
وقدرة رجليّ الاثنتين على التوازن
فوق فالق الشك والقلق
ليبتعد عني لصوص الهيكل اللبناني
لا أريد عصا سليمان تجرني
ولا ابنتي أنتيغون تأخذ بذراعي كيفما اتفق
ظهري ليس معروضاََ للا ستثمار
ولا مقلعاََ للكسارات
أهيئ حنحرتي لصراخ بعيد المدى
تحذيراََ من المفاجأة
ولدتني أمي في إحدى التظاهرات
أيها التاريخ الذي لم أصنعه هل تذكرني؟
سئمت الوقوف في مكاني منذ قرنين
بلا حركة أو إشهار امتعاض شخصي أو جماعي
تركت ولدي الصغير وهو يحلم بخيط
لإطلاق طائرة ورقية لا مسيّرة ولا هيلوكبتر
كنت منشغلاََ بهواجسي التي تتمخض كالقططة
قرب جدار
سأعود بعد قليل
ربما أقفز من الزمن المسرع قفزةََ
تهشم قفصي الصدري
باحثاََ عن بلد لجوء آمن
لا تدعوني وحيداََ أواجه الاحتباس الحراري والقومي والوجودي واللغوي
والحرب الكونية الوشيكة
خففوا من ألم الانتظار
ركبتاي هما ما تركهما لي والدي
بعد تقاسم ميراثه بعد الموت
ما أحوجني الآن إلى تنفس الصعداء!
ماذا أفعل على هذا الرصيف الجانبي؟
هل أعرض بضاعتي من الشجون والخطايا
أمام المارة؟
ثمة خوف يندس كنازح بين سطوري
وخلف ردائي
لا أدري من أي بلد منكوب هارب
لعله فار من فظاظتي وطغياني وجبروتي وجبريتي
فلم يجد من مأمن غيري
كيف ذلك؟
كيف يستوي الخوف واللاخوف والشك واللاشك والطمأنينة واللاطمأنينة
في منزل عائلي واحد؟!
لبنان _ زفتا في 2023/8/5
محمد زينو شومان
تعليقات
إرسال تعليق