تحت خيام الصمت : الشاعرة مي عساف
"تحت خيام الصمت"
مزدحمة دروب النبض
في مدن الذاكرة..
شهية وجبة الأمنيات على
موائد الخيال..
يومها..
لم يكن الغيثُ منهمراً من السماء
ليروي حقولَ قلوبٍ ظامئة ويبشّر
بمواسم فرحٍ تمحو قحطَ سنينٍ عجاف
لم تكن أرجوحة العيد قد نُصبت تحت نوافذ الانتظار
لتتأرجح عليها أمنياتي المؤجلة منذ ألف انكسار..
ولم يتعانق الياسمين
مع اللبلاب
عند حدائق عزلتي ليشكّل سياجاً يسوّر به أمنيات روحي المتعبة ..
لكني كنتُ عالقة
بين دهشة التعجب
وحيرة الاستفهام
أبحثُ عن قنديلٍ
أضاء ذات عتمة
ليلَ مواجعي
أبحثُ عن بساط الريح..
حملني ذات يأس
إلى قصور الغيم
وطاف بي فوق
قمم السحاب..
وأنت.. أبداً
لم تكن شاعراً
يكتبني قصيدة
ويجعل من عينيَّ
قافيةً تغفو بها حروفُكَ المبهمة
في ليل الغزل..
لم يخطر لك أن تمسحَ دموعي تحت أجنحة العتاب
بمنديل الشعر..
ورغم أني أنثى تكتحلُ صباحاً
بمرود القصيدة
وتتعطّرُ ليلاً
بعبق القوافي
إلّا أنك كنتَ
نورساً خبيراً
بدهاليز الصمت
يجيدُ السباحة
في فضاء عزلتي
في بحيرة حزني
لايبيعُ وهماً
في دروب العشق
لا يهدي للتائهين
سلالَ أحلامٍ مثقوبة
ولا يمنحُ الظامئين في صحراء العمر بحيرةَ سراب ..
كنتَ نورسَ أملٍ أنيق هدهد ثرثرةَ مواجعي وخبّأها
تحت خيمة صمته
بين ضلوع السرّ تحت أكفِّ الدعاء..
تعليقات
إرسال تعليق