الفرح المرير: الشاعرة السورية سعاد محمد
الفرحُ المرير!..
حينَ تُغرّرُ بنا الثُّمالةُ النّبيلةُ..
نظنُّ أنَّ الأيامَ جنودٌ تحرسُ أحلامَنا..
وأنّه بين شرودين سيمرُّ الماضي كولدٍ مطيعٍ..
يغسلُ أيدينا بالقُبلِ الدّامغةُ!
كنهرٍ مسترخٍ في حضنِ صفصافةٍ هزّاز..
كلّما ناولَتْه الشّمسُ نرجيلةَ الدّفءِ..
رسمَ قلوباً خاليةً بالدخانِ، وضحكَ:
وديعةٌ هي الحياة!
وفي حادثٍ سعيدٍ..
انزلقَ من مكمنِهِ حجرُ الزّمان..
فتصادمتْ عينانِ
بأيِّ الحواسِّ العزيزةِ نحتفي بهذا الفرحِ المرير؟!
ظنّنا، يا فتى، أنّنا بلغنا بسلامٍ مرتقياتِ النّسيان
زرعْنا فوقَ البُقعةِ الزّمانيّةِ الّتي جمعَتْنا..
شيحَ التّجاهلِ..
شطبَ كلٌّ منّا اسمَ الآخرِ عن لسانِهِ
وهجونا كلَّ الأمكنةِ الّتي قد تتجرّأُ..
على استدراجِنا إلى محنةِ اللقاءِ!
يا الله..
وجهُكَ، كما هو منذُ ألفِ عامٍ،
أطيبُ من سنبلةٍ في سني الغلاء!
وطولُكَ زغرودةٌ علّقها على كتفِه الفرحِ الجوّال!..
عيناك المفوّهتانِ..
وصفتانِ مجرّبتانِ لوجعِ القلبِ
وشفتاكَ مرجعٌ للشّيطنةِ
تزيحانِ بصبيانيةٍ البحصةَ التي تسندُ خابيةَ جسدي
فيصمُتُ دمي لِئلّا يشهّرَ بهِ ناطورُ العنب..
وأذعنُ للفرار!
برحمةِ أسطورةِ أشباهِكَ الأربعين..
جنّبني بلوى الالتفات
وخففْ عنّي ديونَ العتاب
حينَ تطوّعتَ مع السّنونو..
لدعوةِ أبطالِ الرّواياتِ ليعيشوا معنا
لم أنتظرْ لأخبرَكَ..
أنَّ امرأةً تزوجتِ الفضاءَ..
لن توالي سجّاناً ولو من ذهب!
ومنْ يومها..
صارَ بنصري استراحةّ لنسورٍ لا تصيدُ إلّا المواجع!.
تعليقات
إرسال تعليق