سيد الماء :الشاعر العراقي غسان الحجاج

سيد الماء
….

الفكرةُ الآن لا تكفي ولا تسعُ
والشارداتُ بكيدي ليس تنخدعُ

رأيتُ في الطيف رؤيا كلها عجبٌ
هذي السماوات فوق الارض لا تقعُ

لأن كفيك يا عباس ماسكةٌ
سبعاً طباقاً ويؤذي صبرها الجزعُ

نفختْ في روحهاً صبراً و واعيةً
من الحسين ففي انفاسك الورعُ

الفكرةُ الآن في الوجدان ماثلةٌ
لكنما الآن لا تأتي وبي زمعُ

الماءُ والعطشُ القدسيُّ فلسفةٌ
ام انَّ في النارِ برداً وهي تندلعُ

فكلما يرسمُ العباس خارطةً
من اليقينِ  على الأذهان تنطبعُ

وكلّما تومئ  العباس مقلتهُ
تجاه جيشٍ من الاعداء ينصرعُ

تبسّمَ السيفُ في يمناهُ صاعقةً
فكان يحصدُ منهم كلما جمعوا

يطمئنُ الحربَ قطباً مفرداً لرحى
فيطحن الجيش لن يدروا بمن فُجعوا

كم صغتَ للفضل معنى انت سيدهُ
وسهلهُ الصعب  يا للهول ممتنعُ

يداك جيشٌ حسينيٌّ و معجزةٌ
كبرى فيا أسفي غدراً لها قطعوا

هذا لواك شراعٌ اذ سفينتهُ الـ
سبطُ الحسينُ (و ادنى سيرها سرعُ)

كلُّ التفاسير تجري بين جودك اذْ
بهِ من المنتهى الانهار تجتمعُ

معناك في مجمل التفسير بسملةٌ
بها النبيون لاذوا حينما فزعوا

يا سيد الماءِ حتى الماء في عطشٍ
إلى يديك خريرُ الماء يستمعُ

فمن رأى بدرك الوضاء حين دجى
رأى الحقيقةَ حيثُ الليل ينقشعُ

قد كنتُ محبرةً جفّتْ فعاد بها
حبرٌ  جديدٌ  وحبرُ الشاعر الوجعُ