PNGHunt-com-2

إيه أبا الشُدَّاء :الشاعر د.مهند ع صقور /المحتسب

في العودةِ لـِ" كربلاء " .., عَودَةٌ لِلذَّاتِ .., لِلهُويّةِ .., عَودَةٌ تَستَدعِي الوقُوفَ مَليّاًَ أمَامَ  وَحي العَقلِ وَعَقلَنَةِ النَّقلِ .., في مُحاولَةٍ لِلإمساكِ بِذاكَ الخَيطِ الخَفيِّ بَينَ الحَقيقَةِ وَالوَهم .., في الطَّريقِ إلى" الحُسَينِ" مَاذا بِوسْعِ المرءِ أنْ يقَولَ .؟ في حَضرَةِ " أبي عَبدِ اللهِ " هَلْ يَكفي التَّاريخُ  أنْ يَعتَذِرَ وَحَسب .؟ بِالطَّبعِ لا !  فَأمَامَ سَيِّدِ شَبَابِ أهلِ الجَنَّة يَحتاجُ الشّعرُ إلى أبجَديَةٍ أُخرى , أبجَدِيَةٍ حُروفُها الولاءُ الحَقَّ , أبجَديَةٍ مِدَادُها الوَفَاءُ الحَقُّ , أبجَدِيَةٍ تَغشَاهَا بَوارِقُ " هَيهَات مِنَّا الذِّلة " , أبجَدِيَةٍ حُرُوفُها عَدّ أنفَاسِ الخَلائِق ..

=========== " إيهٍ أبَا الشُّدَاء "

قَبَّلتُ تُربَكِ صَادِيَّاً حَرَّانَا
================= يَا " كَرْبلاءُ " فَهَدْهِدِي الأحَزَانَا

وَاستَوقِفِي رَكْبَ الشُّمُوسِ وَحَطِّمِي
================" هُبُلَ " النُّفُوسِ وَكَسِّري الأوثَانَا

وَهَبِي حُرُوفي بَعضَ بَوحٍ مِنْ رُؤىً
===================== قُدسِيَّةٍ قَد مَلَّتِ الكِتمَانَا

فَأنَا المُسافِرُ والمَجازُ" سَفِينَتِي
================= وَ" خَيالُ " شِعرِي حَيَّرَ الأوزَانَا

لا " التَّورِيَاتُ" تُخيفُنِي أنوَاؤُهَا
================ مَهمَا استَجَاشَتْ تَنفِثُ الأشَجانَا
 
وَقَصيدَتِي جُرحٌ تَفَتَّقَ نَزفُهُ
==================== نَخلاً تَمَايَلَ سَعفُهُ وَسنَانَا

( حِبري وَحرفِي ) تَوأمَانِ تَعَاهَدَا
==================== أنْ يَبعَثَا بِشَتَاتِنَا الطُّوفَانَا

أنْ يُرسِلا جَمرَ الغَضَا مِنْ رَملِهِ
=================== أنْ يُشعِلا بِجُمُودِنَا البُركَانَا 

فَهُنَاكَ حَيثُ اللهُ كلَّمَ " آدَمَاً "
================= وَ( عَليُّ ) أخبرَ  مرَّةً  ( سَلمَانَا):

أنْ هَا هُنَا يَلقَى( الحُسَينُ ) مَصيرَهُ
=================== وَتُدَاسُ شِرعَةُ جَدِّهِ عُدوانَا

وَهُنَا هُنَا تُسبَى الحَرَائِرُ عُنوةً
================== وَ( الآلُ ) يُسلَبُ حَقُّهُم نُكرَانَا

هَذِي رِمَالُ " الطَّفّ " أكبَرُ شَاهِدٍ
=================== كَيفَ الأعَارِبُ ألّهَتْ شَيطَانَا

  ============= ***

إيهٍ ( أبَا الشُّهَدَاءِ) جُرحُكَ لم يَزَلْ
===================== مِشكَاةَ نُورٍ تُشعِلُ الأذهَانَا

" حَورَاؤهُ " في كُلِّ أُذنٍ لحنُهَا
==================== نَاقُوسُ حَقٍّ يُسمِعُ الطُّرشَانَا

إنِّي لأسمَعُ آيَهُ مِنْ هَمسِهَا
================= وَأرَى " رَضِيعَاً " يُنطِقُ الخِرسَانَا

وَأرَى أرَى " العَبَّاسَ" يُقحِمُ خَيلَهُ
=================== في المُستَحيلِ لِيُبدِعَ الإِمكَانَا

لَكَأنَّهُ الموتُ الزُّؤامُ وَقَد أتَى
======================= مَلِكَاً لِيَنسِجَ لِلعِدا أكفَانَا

فَوَقَفتُ مَا بَينِي وَبَينِي حَائِراً
===================== أُصغِي لِبَوحِ يَرَاعَتِي وَلهَانَا

لأخُطَّ مَا أوحَى النَّزيفُ بِسرِّهِ
====================== سِفرَاً يُتَرجِمُ لِلورى بَلوانَا

  سِفْرَاً " لآلِ البَيتِ" زَوَّرَ مَتنَهُ
======================= قَومٌ عُتَاةٌ أنكَرُوا القُرآنَا
 
وَأُعيدَ لِلتَّاريخِ بَعضَ حَقَائِقٍ
==================== قَد ألبَسُوهَا : الزُّورَ وَالبُهتَانَا

=================***

يَا مَن سَكنتَ مِنَ القُلُوبِ شِغَافَهَا
==================== هَلاَّ استَمَعتَ لِبُرهَةٍ شَكوَانَا.؟

هَذي قَصيدَةُ مَنْ تَأبَّطَ جُرحَهُ
==================== وَمَضَى بِخَمرِ وَلائِكُم نَشوَانَا

شَارَكتُ فِيها " دِعبِلاً " آهَاتِهِ
==================== وَترَكتُ في أوهَامِهِ" حَسَّانَا"

فَالحِبْرُ أبلَغُ في القَصِيدَةِ إنَّمَا
==================== لُغَةُ " النَّجِيعِ " تَفُوقُهُ تِبْيَانَا 

وَبِهَا تَهَجَّى اللهُ أحْرُفَ وَحْيهِ
====================== كَيْمَا يُعِيدَ لِنَفْسِهِ سُلْطَانَا

لُغَةُ النَّجِيعِ حِكَايَةٌ أزَلِيّةٌ
================== سُبْحَانَ فَارِسَ شَوطِهَا سُبْحَانَا
 
أعنِي " الحُسَينَ " إمَامَ كُلِّ حَقيقَةٍ
===================== وقَضِيَّةٍ أحْيَا بِهَا الإنسَانَا

" هَيْهَاتُهُ " لَمَّا تَزَلْ أصْدَاؤهَا
==================== فِي كُلِّ أُذْنٍ تُبْدِعُ : الألحَانَا

هِيَ أمْسُنَا البَاكِي وهَمزَةُ وصلهِ
==================== وَنَحيبُ فِكرٍ أذهَلَ الأزمَانَا

والحَاضِرُ المَطعُونُ لَم يَبرَحْ بِهَا
==================== مُتيمِّناً .., مُتأمِّلاً .., هَيمَانَا

عَلَّ الغَدَ الآتِي يُتَرجِمُ لَحْنَهَا
===================== وَيُعيدُهُ لِـ"حسَيْنِهِ" دِيوَانَا

=================***

مَولايَ نَحنُ الرَّاعِفُونَ كَرَامَةً
======================= لَمَّا نَزَلْ نَتَعَشَّقِ المُرَّانَا

نَحنُ الأُلَى صُغنَا المُحَالَ قَصَائِدَاً
=================== مِنْ " كَرْبَلاءَ " تَفَجَّرَتْ غُدرَانَا
 
وَعَلى مَثَارِ النَّقعِ ثَمَّةَ دَمعَةٌ
================== مِنْ عَينِ " زَينَبَ " حَرُّهَا أدمَانَا

وَبِهَا تَضَاريسُ الوجُودِ تَكَامَلَتْ
====================== أبعَادُهَا وَتَنوَزَّعَتْ بُلدَانَا

مَا زلتُ أُبصِرُ مَوكِبَ النُّورِ الذي
==================== أعشَى وكَحَّلَ نُورُهُ الأجفَانَا

وَشَريطَ أحزَانٍ يُجَرِّحُ مُقلَتِي
===================== وَيُشِبُّ بينَ أضَالِعي نِيرَانَا

هِيَ " كَرْبَلاءُ " الأمسِ تُبدِعُني فَتَىً
====================== مِنْ رَحمِهَا وَتَهُزّني إيمَانَا

وَلَسَوفَ تَبقَى بَدءَنَا وَمَعَادَنَا
================== وَلَسَوفَ تَبقَى : الرَّمزَ وَالعِنوانَا

فَأنَا ابنُهَا وَالجُرحُ أضحَى وَالِدي
==================== وَهُويَّتي لَن تَعرِفَ الإذْعَانَا
 

شِعر المُحتَسِب
د . مُهَنَّد ع صَقُّور

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي