رفقا بالقوارير :الناقد العراقي كريم القاسم
(رفقاً بالقوارير)
ــــــــــــــــــــــــــــ
بعد توقف صفحتي الفيسبوكية لاكثر من عام، وبعد نجاح الاستقبال الضعيف للنشر، تقدَّمَ (اطباء) الالكترون والشبكات بنصيحة ضرورة الاسراع في تنشيط الصفحة .
كانت لدي طلبات ودعوات من قبل عشرات المنتديات الادبية والنقدية ، ولعدم ثقتي برصانة معظمها ان لم يكن جُلّها وأغلبها اكتفيتُ بالمُقنِع والمُمتع منها .
وبسبب وصايا الاطباء اعلاه قبلتُ كل دعوات المنتديات المخزونة لدي ، بل وتوجهت فوراً الى تقديم طلبات انتماء لمنتديات اخرى كثيرة جداً بمرّها وحلوها ، كي أُنَشّط الصفحة.
الظاهر للعيان وفي بعض الدراسات ، تَبيّنَ ان القلم النسوي هو الاكثر غزارة في النشر . وأتاحتْ فسحة حرية النشر الفيسبوكية ظهور ثُلّة من الموهوبات اللواتي يبحثن عن الارشاد والتوجيه السليم.
تابعتُ الكثير من المنشورات في هذه المنتديات عن كَثَب، فوجدتُ اغلبها فقيرة التعليق ، ولا يلامس هذه المنشورات إلا مَن كان خافراً من المسؤولين في المنتدى لمتابعتها ، ويقدم لها عبارة مجاملة مثل (ماهذا الجمال) او (أنرت الصفحة)
أو تعليقات إجبارية وفق مبدأ(شيلني وأشيلك)أي ردّ الفضل.
واذا كانت محظوظة تنهال عليها زخاتُ صيف ٍ (احسنتي نشركي جميل ) أو (رؤؤؤؤؤؤعة ) أو (يخجل الشعر من وحي قصائدك) وغيرها من عبارات القبول والضيافة، والتي لم تحافظ حتى على عذرية الاملاء.
الذي ادهشني عند متابعتي لما يُنشر في هذه المنتديات ، هو الخواء التام للاسف.
وجدتُ الكثير ممن تطفلوا على مائدة النقد الادبي يعملون كما يقول المثل العراقي الدارج (يخوط بصف الاستكان) اي انه لشدة غبائه بدل ان يحرك ملعقته لاذابة السكر في قدح الشاي فهو يحركه بجانب القدح .
وهذا مثل يُضرَب لمن لايفهم كيف يدير الامور والمتطلبات ، فالمطلوب شيء وما يقوم به شيئ آخر يختلف تماماً عن المقصود.
الذي دعاني الى كتابة هذه العُجالة ، هو النفاق والتملق الذي يصبه مايسمى بالنقاد للقوارير الموهوبة.
فهم يبتعدون عن الذكور الخشنة، بل شغلهم الشاغل مايكتبنه القوارير .
البعض منهم يكتب حَشواً ما أنزلَ به النقد من سلطان.
والبعض يخدع الموهوبات فيقدّم زاداً ممزوجاً بسموم الغَفلة والطيش.
فهو لايُفرّق بين النظم الشعري وبين النثر، والانكى من ذلك فهو يدعوها بالقصائد.
•كتبتْ احداهن مايسمى هذه الايام بـ (القصيدة النثرية) ليعلق احداهم فيقول (لم أقرأ أجمل من هذا النظم)
ويبدو ان المسكين لايفرق بين (النظم) و(النثر) .
•نشرتْ احداهن خاطرة، فجاء التعليق المزلزل من ناقد جهبذ فيقول (وكم جميل هذا الشعر النازف من قلب شاعرة تعودنا على قصائدها الرائعة)
اتصلتْ بيَّ وقالت:
استاذ كريم هل ما كتبته شعراً حقا؟
•وآخر كتب تعليقاً يشبه المقال ، فهو يوزع تحليله على شكل فقرات ، ثم يبدأ بتقسيم النص النثري على هواه ، ليبدأ بالدراسة النفسية للشاعرة ، بشكلٍ فَج ، حتى ختمها بوصايا لاتصلح حتى للمعوقين واصحاب العِلل.
•وآخر جاء بسطور وكأنها طلاسم ، أُقسِم كانت نيتي نشرها ، ولكن حياء ً واحتراماً للنفس البشرية وانطلاقاً من واجب السِتْر ،اكتفيتُ بوصف ماكَتبَ.
لا ادري ماذا فعلَ هذا المُدهش ، حتى انك لاتستطيع ان تفهم مايقصد ، فضَيَّعَ الفتاة بوادٍ عميق مظلم .
هي شكرته عميقاً لهذا المقال النقدي الباذخ كما وصفته هي.
اتصلتُ بها وسألتها :
هل انت مقتنعة بما كتبَ هذا الرجل؟
قالت بالحرف الواحد:
يا استاذ كريم ، ثق لم افهم منه شيئاً لكنني خجلت، فلابد من الرد عليه بما يليق.
وهذا غيض من فيض من الحالات التي يمكن ان تتكدس في مئات المقالات.
اذاً نحن نعيش في عالم منافق بامتياز ، ونرمي شباك المكر والمداهنة والاستغفال من قبل محسوبين على النقد الادبي ، لأجل شهرة كارتونية لاتقوى على الصمود.
ولذلك انحسرَ اصحاب الادب الرصين من كتّاب ونقادٍ كل في بحبوحته يغرد منفرداً فلا مستمع او مستفيد.
أقول لمثل هؤلاء الذين مازالوا يتصورون انفسهم صاروا نقاداً بين ليلة وضحاها ، ويتصورون ان ما حولهم يصدق خربشاتهم التي لاتتعدى انشاء مرحلة المتوسطة دراسياً، اقول لهم :
- رفقاً بأنفسكم، ورفقاً بالقوارير .
* احترامي وتقديري.
* والى بيانات قادمة بعون الله تعالى.
* (كريم القاسم)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعليقات
إرسال تعليق