PNGHunt-com-2

رؤية نقدية ثانية حول قصيدة (بكائية الورد) للشاعرجمال ربيع بقلم الناقد عباس الصهبي /مصر العروبة

🌹شرَّفني أخي وصديقي وأستاذي الحبيب الغالي الشاعر المبدع العبقري..
    الأستاذ/ جمــــــــــال بك ربيـــــــــــــــــــع..
                        «الشاعر جمال ربيع» 
      بتعليقه «المؤثر»، والدال على رهافة حسِّه الإبداعي الرقيق الراقي جداً.. جداً.. على رؤية نقدية» التي تناولت قصيدته الرائدة «بُكائية الورد»؛ بقوله:
      - والله یا والدي أكاد أبکي مما غمرتني به من واسع کرمک
أخجلتم تواضعي یا بابا
لاحرمنا الله منک وأدامک لنا نورا وسرورا.
      ووجدت نفسي متأثراً بـ«طلعته الجوية العلوية الجمالية الربيعية»؛ فكتبت تعليقي على تعليقه، موضحاً المزيد من رأي «رؤية نقدية» في قصيدته الرائعة؛ قائلاً:
     - 🌹حقاً أنت شاعر عبقري فذّ مُجدِّد لا يجود الزمان بمثيله كثيراً أخي وصديقي وأستاذي الحبيب الغالي شاعر مصر والعروبة المبدع الراقي الكبير/ جمال بك ربيع..
     وحتى لا يظن أحد أنني «أُطلق كلامي على عواهنه»، لا قدر الله، أو حتى أطلقه في الهواء الطلْق، ولمجرد "المجاملة»، حاشا لله، وقد آليت على نفسي أن أطلب المدد من الله لتكون «رؤية نقدية» شهادة حق لله ﷻ..
     أجلْ، اسمح لي «أُحدد»، بالضبط؛ رؤيتي لمفهومي لـ«عبقريتك التجديدية» في قصيدتك الرائعة «بكائية الورد»، وهو ما لم أتبينه، وبكل أسف وصراحة إلا بعد مراجعتي الآن لما كتبته عن معاليك؛ فاسمح لي أقول الآن «إتماماً» لشهادتي:
     عبقريتك التجديدية يا شاعري تكمن في أنك افتتحت بـ«بكائية الورد» "فصلاً جديداً" في «ديوان الحماسة» العروبي العريق؛ ليبدأ من خلاله بك "عهد جديد" في إبداع "الشعر الحماسي"، والذي تجاوز مع تطور العصور العربية، من القصيدة الحماسية التقليدية «الذاتية التوجُّه»؛ إلى قصائدنا الوطنية والقومية المعاصرة؛ لـ«يبدأ» من خلالك، وفي  «وثبة جديدة معاصرة»» تطور جديد في مفهوم  «شعر الحماسة»- وبفكرك الإبداعي الحر- وبهذه القصيدة الرائدة في عصرنا؛ ليصبح لدينا  «تطوّر نوعي» جديد، يستحق رصده؛ فقد تطور من خلال قصيدتك" مفهوم" «قصيدة الحماسة» إلى مفهوم «يستوعب» الاستفادة من «جدليات التعبير الشعري المعاصرة»، وبما يعبر عن أشد الأحداث تأثيراً في «وجداننا العروبي الجماعي» التي داهمتنا كلنا في أوطاننا العربية؛ متوسلةً- القصيدة الحماسية الجديدة- في أدواتك الشعرية، وبكل ما يتعلق بالمبنى والمعنى، وفي كل أجزاء القصيدة، وبعيداً عن الخطابية الرنانة الجوفاء؛ بـ«مشهديات درامية شعرية» متتالية تخدم أجزاء القصيدة كلها،  مُحافظة على تمام «الوحدة العضوية» للقصيدة، من مفتتحها إلى خاتمتها؛ وتحترم العقلية العروبية المتحضرة المثقفة المعاصرة، وتقترب من وجدانها- البطولي العريق- فتلمس، وبشكل غير مباشر ما اكتنزه هذا الوجدان،وعلى مر العصور؛ بقيم ومبادىء كل الأديان السماوية السمحاء في منطقتنا العربية التي أكرمها الله ﷻ بنزول كل رسالاته، لحكمته الأوسع من علمنا حتى الآن..
     لقد «تنازلتَ» معاليك يا صديقي، ولا أقول «حذفتَ»؛ بقصيدتك في عهد «شعر الحماسة الجديد» الذي ابتكرته موهبتك العبقرية الرائدة لنا جميعاً.. أجلْ، تنازلت عن: (1) الذاتية (النرجسية في التناول). (2) الخطابية الرنانةالجوفاء.(3) الخطاب «الإثني» (العنصري) ((الشيفوني)) «الذي يُمجِّد العروبة أو إحدى القوميات أو حتى الأفراد على حساب الآخرين!(4) وتنازلت عن الخطاب الحماسي المباشر إلى «اللامباشر»! (5) وعن «ديماجوجية» الفكر الأيديولوچي (الجاهز التعبئة) دون أن يكون قادراً أصلاً على «تعبئة الجماهير العاقلة المتعقلة المستنيرة» في عصرنا..
    ولم يتوقف فكرك العبقري في هذه القصيدة، بالطبع؛ على «الحذف» وحده؛ إذ «أضاف» فكر قصيدتكم الحماسية الجديدة للقصيدة: (1) توظيف الكلمات الوجدانية العاطفية، بل والأقرب للرومانسية، مستميلاً كل القلوب؛ في القصيدة الحماسية، ما يذكرني في شعر الحماسة الوطنية؛ بقصيدة شاعر الشباب الراحل الكبير/ أحمد رامي، رحمه الله وأسكنه فردوسه الأعلى؛ حين فاجأ الجماهير بقصيدته الخالدة في عزّ حماس الجماهير وفرحتها بثورة يوليو، 1952؛ بقوله:
« مصر التي في خاطري وفي فمي
           أحبها من كل روحي ودمي»!!
    ليتغير مسار الأغنية الوطنية المصرية من أغنيات، كاﻧت من قبيل: «والله زمان ياسلاحي»، و«الله أكبر فوق كيد المعتدي» في الخمسينيات والستينيات إلى أغنيات في السبعينيات، وفي عزّ الحماس لحرب العبور الماجدة في 1973؛ لتصبح من قبيل أغنية «شادية»: «ياحبيبتي يامصر»؛ وأغنية «وردة»: «وانا على الربابة باغني»؛ فهكذا كان لشعر «رامي العبقري» تأثيره في تطور الأغنية الوطنية المصرية؛ ولو أتى تأثير هذا التغيير الرائد  بعده بأكثر من عقد من الزمان! (2) التعبير عن الوقائع المشهود بها في الواقع بالقصيدة. (3) توظيف المجاز والخيال الشعري للتعبير عن الواقع الملموس والتحليق حوله، لزيادة تأكيده؛وليس للتحليق في سماوات الخيال من أجل وصفه بافتعال مواقف نضالية لم تحدث في الواقع  بل وليست قابلة، أصلاً؛ للحدوث. (4) تطورت القصيدة الشعرية لتكون، حتى بمجازاتها وخيالاتها الشعرية (وما دامت منطلقة من الواقع مُحلقةً إلى الواقع) لتصبح «وثيقة شعرية»..
     بارك الله فيك(وعذراً للإطالة).🌹

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي