PNGHunt-com-2

من مجرة كربلاء 3 : الشاعر مهند ع صقور

( مِنْ مَجَرَّةِ كَرْبَلاء) 3

قَرَأتُ العملاقُ المَسيحيُّ الشَّاعِرُ الأسطُورَةُ ( بُولُس سَلامة) في ملحَمَتِهِ الخَالِدةِ  ( مَلحَمة الغَديرِ ) تَحتَ عُنوانِ (الوَقيعَةِ) لَحظَة مَقتَلِ الإمَامِ أبي عَبدِ اللهِ ( الحُسَينِ ) بَعدَ أنْ حَالَ الشّمرُ ابنُ مَرجانة بَينهُ وَبَينَ المَاء , بَعَد اغتِيَالِ سَفيرِ السَّيِّدَةِ زَينب وَأخيها إلى الفُرَات ( أبي الفضلِ العَبَّاسِ)  وَاصِفَاً هَذهِ الأُمَّةِ الأمَةِ التي قَتَلَت بنَ بِنتِ نَبيِّهَا عَطَشَاً , كُرمَى أبنَاءِ الفَجَرَةِ الكَفَرَة  .

عَجَبَاً لِلزَّمَانِ يُطعَنُ أهلُ البَيـ
================ ـــتِ وَيُستَحَبُّ الكِلابَا
بل ذُيُول الكِلابِ فابنُ زِيَادٍ
======= ======== شَامَهُم في كِلابِهِ أذنَابَا
بَرِئَ الدِّينُ والعُروبَةُ مِنهُم
============== إنْ يَعدُّوا جُدودَهُم أعرَابَا
لو دَرى يَعرُبُ وَغُرُّ بَنيهِ
=============== أنَّهُم تَارِكُونَ نَسلاً كِلابَا
لاصطَفُوا عُزلَةَ الرَّهَابينَ أو مَاتـ
============ ـــتُوا عَلى حُرقَةِ الهَوى عُزَّابَا

نَعم قَرَأتُهُ بِقلبي وَعَقلي في اللحظةِ ذًاتِها وتَخَيَّلوا كم هِيَ صَعبَةٌ تلكَ القِرَاءةُ .؟ وكم هِيَ مُفجِعَةٌ قَاسِيَةٌ ظَالِمَةٌ .؟ والذي أذهَلَني ولَمَّا يَزَلْ هُو مَعرفةُ الحَالَةِ التي كَانَها ( بُولُس سلامة ) لَحظَةَ كِتابةِ تلكَ المَلحَمة .! فَعِندَما يُحاوِلونَ اغتِيَالَ المَاءِ , يَنتَحِبُ الوجودُ  بِأسرِهِ , ويعزفُ الفُراتُ سيمفونيّةَ اللهِ الأولى .., وتفتحُ دجلةُ دِنانَ خمرها المُعتّقِ في بَصماتِ النّخلِ الكربلائيّ .., وتُعيدُ " زينبُ " سيرتها الأولى " واحُسَيناهُ " .., وحدُهُ " العبّاسُ" يُسرجُ صَداها حَيثُ الماءُ الأوّلُ في غِدير الـ" كُنْ " .., ووحدُهُم أبنَاءُ الألمِ والأمَلِ يَثمَلونَ عِشقاً ووجداً .., ووحدُهُم أحفادُ " الحُسَينِ " يُترجِمونَ اللحن .., والقِربةُ لَمّا تزلْ حُبلى على بُراقِ " هَيهات " .., ووحدُنا أحفَادُ الحُسَينِ العُراةُ الحُفاة يترصّدنا الحجّاجُ في كلّ درب .

إلى قمر آل هاشم ، سفير الماء مولاي(أبي الفضل العباس ) عليهم السلام

============== ( اغتِيَالُ المَاء)

نَزفٌ ! أعَادَ الرَّوحَ لِلأنفاسِ
========================= فَرَوى بَيَانُ مُتونِهِ قِرطّاسي

نَزفٌ إلَهيُّ ! تَلقّى وَحيَهُ
========================= قَلبِي وَصَانتْ سِرّهُ أنفَاسِي

نَزفٌ وَقُلْ يَا صَاح سِرّ ألوهَةٍ
===================== ( الطَّفُّ ) يَحضِنُ سِبطَهَا وَيُواسي

نَزفٌ وَقُلْ يَا رَملُ : سِيمفُونيّةٌ
========================== مُزِجَتْ رَوائِعُ لَحنِها بِمَآسِ

نزفٌ وتنتفِضُ الرُّؤى وَيصيحُ بي
==================== ( عَبَّاسُ ) يصقلُ نَخوتي وَحَمَاسِي

يَتلو عَلى طَفِّ الوجُودِ بِحُرقَةٍ
======================= سِفرَ اغتِيالِ المَاءِ , سِفرَ مآسي

سِفرَاً وَ( زَينَبُ ) : بَدؤهُ وخِتَامُهُ
========================= ( حَورَاؤهُ ) يَا قَارِئي كُرَّاسي 

سِفرَا تَلقَّفَهُ الظُّمَاةُ وأمعَنُوا
========================= في فَكِّ شِفرَةِ قَدِّهَا المَيَّاسِ

هِيَ قِرْبَةُ النُّورِ : ( الفُرَاتُ ) نَبيُّهَا
========================= وزُلالُهَا : مِنْ سِدرَةِ الأقدَاسِ

وَالسَّاعِدَانِ الشَّامِخَان أعَادا لي
====================== مِنْ ( ذُو الفَقَارِ) صَلابَتي وَمِرَاسي

السَّاعِدانِ الشَّامِخانِ بِـ ( ـكَرْبلا )
========================= قَوسَا وُجُودٍ , وانحِنَاءُ مَمَاسِ

مِنْ ( لاءِ ) دَائِرةِ الوجُوبِ استَنفَرَا
========================= حُزنَ البَنَفسَجِ وَارتِعَاشَ الآسِ

============= ***

إيهِ ( أبَا الفَضلِ) المُعبَّقِ بِالرُّؤى
======================== حَيثُ الرُّؤى مَحمُومَةُ الأنفَاسِ

هَذِي الوَلايَةُ قَبَّلَتكَ عَلى فَمِي
==================== فزَكَا ( طِبَاقُ ) قَصِيدَتِي وَ ( جِنَاسِي)

هلاَّ أعَدتَ عَلَى الرِّمَالِ بُطولَةً
======================== أعيَتْ مَعَاجِزُها شُمُوخَ رَوَاسِي

يَا أيّها السَّقَّاءُ تَصرَخُ ( فَاطِمٌ )
======================== فَإذا المَسَافةُ : نَوْحُ ثَغرِ أمَاسي

قُرآنُها : نَحرُ (الحُسَينِ) وَنزفُهُ
========================= وَصَدَى الأذانِ ورَنَّةُ الأجرَاسِ

هَلاَّ أعَدتَ لِـ ( زينَبٍ ) عَبرَاتِها
===================== حَيثُ انفَرَطَنَ وذُبنَ في الإحسَاسِ

يَا قَارِئاً سِفرَ الأُبَاةِ ( بِكَرْبلا )
===================== هَلاَّ التَفَتّ لـ ( خَيمَتي وكِنَاسي) ؟

هَلاَّ استَمَعتَ لِخٌطبَةٍ عَلَويَّةٍ
======================= عَصمَاء تَحرِقُ عُصبَةَ الأرجَاسِ

حَيثُ ( اليَزيدُ ) وَطُغمَةٌ مَلعُونةٌ
=========/================ مَجبُولَةٌ مِنْ طِينَةِ الأدنَاسِ

فَهوَ الدَّعيُّ ابنُ الدَّعيِّ وَجدُّهُ
====================== (صَخرُ ابنُ حَربٍ) نُطفَةُ الخَنَّاسِ

حُرِمُوا مِنَ النُّورِ المُبِينِ فأصبَحُوا
======================== مِنْ عُريِهِم  في غَايَةِ الإفلاسِ

الغَدرُ دَيدَنَهُم تَوَلُّوا إرثَهُ
====================== عَنْ جَدِ جَدِ الجَدِّ عَن ( جَسَّاسِ )

=============== ***

أستَغفِرُ المَاءَ الشَّهيدَ بِكَرْبَلا
========================= إمَّا تَلَهَّبَ ( قَانِئَاً ) في كَاسي

فَهُوَ الدَّليلُ لِكُلِّ حُرٍّ ظَامِئٍ
=======================  افتَضَّ العُصُورَ وَعَادَ بِالأفرَاسِ

لِلمَاءِ ( عَبَّاسٌ ) وَلَيسَ لِغَيرِهِ
=========================  فَهُوَ الكَفيلُ لِمَاءِ رَبِّ النَّاسِ

قَمرُ الهَوَاشِمِ سِرُّ ( حَيدَرةِ ) الوَغَى
========================= المُحتَلِّ كُلِّ خَرَائِطِ الأجنَاسِ

حُبُّ الوَصِيِّ سُلافَتي مُنذُ البِدَا
======================= وَأنَا بِحُبِّ سُلافَتي لَـ ( نُواسِي )

هَاتِ الكُؤوسَ نَصُبُّهَا وَلَهَاً بِهِ
========================= يَا أيُّهَا السَّاقي عَلى الجُلاَّسِ

(عَبَّاسُ) نَزفُ وَلائِهَا وَوفَائِهَا
====================== وَعَلى النَّزيفِ وَضعتُهَا : أخمَاسِي

رَتَّلتُ سُورَةَ ( غَافِرٍ ) فَإذا بِهَا
========================== نَزفٌ ! أعَادَ الرَّوحَ لِلأنفاسِ

شِعرُ المُحتَسِبِ

د . مُهَنَّد ع صَقُّور

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي