في المحطة : بقلم الشاعرة إلهام عبود
'' في المحطّة ''
و أنا أُلَملِمُ خيبتي و شَتاتي
وجهٌ تلألاَ في دُجى الآهاتِ
هي غادةٌ حَسناءُ ماإن أَشرَقَت
حَتَّى تزاحمَتِ المَعاني هاتي
خفقَ الفؤادُ مُرَحَّباً مُستَبشَراً
واستوقَفَت نَظراتُها نظراتي
كَحلاءُ ذابَ الضوءُ في قَسَماتِها
وانسّابَ في قَلبي كَما النَّغَماتِ
ورأيتُ ورداً قد تَماهى و النّدى
كَالّلؤلُؤِ المَنثورِ في الوَجَناتِ
والشَّعرُ في غُنجٍ تَهاطَلَ مائِجاً
شلّالَ سِحرٍ في مَسيلِ فُراتِ
آنَستُ فيها رِقَّةً لَمّا حَكَت
و تّفَتَّحَت كلماتُها زهراتِ
قالَت بصَوتٍ هامِسٍ فيه الرّجا:ٍ
ومتى قِطارُ العائدين سَيَاتي؟
جاوَبتُها - وأنا إليها شاخِصٌ-
يا ليتَهُ يُنسى على الطُّرُقاتِ
وعقاربُ الزمنِ المُرَجَّى ليتَها
مُتوَقِّفاتٌ هاهنا سنواتِ
وهنا الفتاةُ تمتمت واسترسلت
يا ليتَه في غفوةٍ و سُباتِ
جالَستُها مِن بَعدِ أن حادَثتُها
و وجدتُ مَع ليلايَ هَذي ذاتي
قالت و عيني لم تُفارِق عينَها:
يالَلصَّباحِ يَزورُني و يُواتي
فتَهلَّلَ القلبُ المَهيضُ واحتَفى
ليضوعَ حُبّاً عاطِرَ النفحاتِ
ومَضيتُ أَكتُبُها ربيعاً مُزهِراً
حرفاً نديَّاً بارَكَته دُواتي
صَفَرَالقِطارُ وذي القصائدُلم تَزَلْ
في خافِقَينا تُكتَبُ بِأَناةِ
صَعدَ الجميعُ و باكتِئابٍ لَوَّحَت
تلكَ المقاعِدُ إذ مَضَوا عَشَراتِ
وبَقِيتُ في شَطِّ الغرامِ و غَادَتي
إلفَينِ في وجهِ الزّمانِ العاتي
يتوسَّدانِ الصّبرَ حينَ مواجعٍ
لا يأبهانِ لِداعيَ العَبَراتِ
يا مَرحباً بالحُبِّ يطرُقُ بابَنا
ضيفاً أنيقَ الرّوحِ و البصماتِ
إلهام عبّود/سورية
25..4..2022
تعليقات
إرسال تعليق