PNGHunt-com-2

فراشة في دار الأوبرا : بقلم الشاعرة سعاد محمد

فراشةٌ في دارِ الأوبرا

إسوارةٌ من ذهبِ الكمنجات..
ترغدُ في معصمِ الشّامِ !..
صاغَتْها حيثياتُ الطّلاوة
ويحرسُها  حبقُ الفلكلور
تتجسّسُ عليها الماريشالاتُ المنفيّةُ إلى الكتبِ..
لتطمئنَّ على حصّتِها من هُتافِ الزّمان!
صدرُها ضيّعَ فيه الوردُ أقلامَهُ
وظهرها بيانو الآلهة!
رأسُها كلمةٌ..
إنْ تبسّمتْ شاعَ في الجسدِ الحمام
وإن عبسَتْ جاعتِ البلاد!

للحلوةِ وحامٌ..
عصرونيةُ نغمٍ مع البجعِ على بحيرةِ الرّخام
لبستْ فستاناً وثائقيّاً عن أدبِ الفراشات
ورفّت كضحكةِ اللّونِ في غمرةِ الشّال
فللفراشاتِ رأيُ آخرُ في الحمياتِ الثقافية!
حملَها الطّريق كخاتمِ الولاية على إصبعِه
يخافُ عليها من عين الزّحام
وسبقَتْها سجّادةُ ( المرحبا) لتبشِّرَ بكائنٍ رحيقيّ!
الفراشةُ على عتبةِ الأمنية..
انحنى لها البابُ..
نزلَ عن حصانِهِ الهواءُ..
واصطحبها لتجلسَ كعلامةِ تعجّبٍ على كرسيٍّ من جلنار!
ضمت الحلوةُ جناحيها إليها..
حتّى لا تضيّعَ ولو فكّةَ انتباه..
هي الآن بين يديِّ ملائكةِ الدّلال..
تبسّمَ لها المسرحُ وأزاحَ قبعتَهُ، وبدأَ بالغناء..
دحرجَ موزارت برتقالَ البحّاتِ صوبَ عودٍ ينتحرُ في فلسطين..
ومدَّ يدَهُ التشيلّو ليقطفَ  الكرزَ من صومِ الجولان..
نهرُ تائهٌ من النّغماتِ يسألُ عمّنْ ركّبَ للوجعِ قدمينِ..
وصيّرَ الرّغيفَ بموجبِ سباق؟
يصمتُ الكورالُ..
فالجوابُ وطن!..

يوجعُنا الجمالُ..
يلبسُ كلَّ مصاغِهِ التعبيريِّ حين يحاذينا
ليعذّبَ  حواسَّنا الفقيرة!
تبلّلتِ الحلوةُ بالموسيقا..
وتساقطت عن عينيها السّنواتُ..
وعلى دروبِ قلبِها مشتِ (الرّبوةُ) على سنامٍ من عنبر..
لتلعبَ في  حواري الشّام!
نشفَ ريقُ بردى وانقطع اتصال الدّلبِ مع المطر
وما يزال لجام الزّمانِ مربوطٌ بمنطوقِ الشّام..
وكلَّما مرَّ قمرٌ بيّنُ الرّجولةِ بشبّاكِ المساء..
تنتابُ الحلوةَ الألحانُ..
يجتاحها توقٌ عذريٌّ لتتعمَّدَ بخطابِ الأشجارِ
أو..
تناديها صداقاتٌ أكثرَ إنسانيةً مع العصافير!
فتمدُّ جناحيها لتسقي  جوقةَ الجوري في أحاديثِ  البيات!..
---------------------------------------------------
هذا النّصّ هديّةٌ لصديقتي ليلى محمد الّتي أوحت لي بفكرته.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي