حوار مع طفل : بقلم الكاتب الروائي إبراهيم ياسين
حوار مع طفل ( نص نثري )
الكاتب والروائي إبراهيم ياسين
المدرسة عقيمة كالواقي الذكري ،،، لم تلقح خيالي !!!!!
مدرس العربية ،،،
يُعد سطور النص ، يقيس الفكر بميزان الكم و الأرقام !!!
يطالع مجلة إباحية ،،،
كان يهمهم ،،،، سأتوب عندما أشيخ ، لأنال حورية في الجنة !!!
مدرس الدين ... احفظ ثم احفظ ثم احفظ ،،،،
لم أكن أعرف فولبير يومها ، لكني لم أعيره اهتماماً ...
سرقت حقيبة ماريا ،،، بكت
قلبت صفحات كتابها المقدس لأعرف من يكون يسوع !!!
جلدني ناظر المدرسة أمام الطابور الصباحي ،،، كقائد كتيبة عاقبني
حسناً ،،،، هذا يكفي
قرأت المكتبة المدرسية لعلي أجد أساتذة آخرين !!!
ذهبت للمقابر في ظهيرة تموز ،،،، الناس نيام ،، أبحث عن الملائكة
أو ربما يخبرني الأموات بحقيقة الأشياء !!!!
كسرت ساعة اليد اللازوردية القلب ،،،
كنت أظن الزمان خلف العقارب يسكن ،،، عاقبني أبي !!!!!
ركضت نحو المدائن ، عبثاً أبحث عن حلم أو مجهول ،،،،
ظننت أن هناك ضالتي ... !!!
لم أجد شيئاً هناك .... سوى نساء بدلن جلودهن وملابسهن ولهجاتهن ، قلن إنهن أرقى !!!! دلفت بنايات أضخم ،،،
قرأت كتباً أكثر ....
حاورت أساتذة كالذين هربت منهم لكن ربطة العنق الأنيقة
تجعلهم أبهى ... !!!
حسناً ،،، رواية فرنسية ، زهرة خشخاش ، فنجان قهوة ....
زاد الأمر جنوناً عندما مازج اللحن النص ،،،،
الشيطان يسكن في قلب زهرة تحيل الأفكار براكيناً ورماداً .....
عند بحيرة فضية ،،، عريت العظم واللحم لأرى روحي !!!!!
فاسق ، ماجن ، اعترافات أمام البحيرة ، لم يعد يثقل كاهلي شيئاً !!!
لم أعد أنا هو الآن ..... هل ترون المصباح !!!
أم فقط رأيتموني في غياهب الجب ، حين أحرقتم السلم !!!!
لازلت في طور الشرنقة ، أتطلع للخلود ،،،،،
حتماً سيقتلني هذا الطامع في الحرير .... !!!!
في هذا الطريق الطويل .... توقفت
عدت أدراجي ،،،
ميناء الطفولة المطل من شرفة المدرسة على النيل و الحقول !!!
طفل يجلس على شجرة كافور ،،، يعتمر الصفصاف تاجاً في نيسان !!!
يراقب السمك الصغير في المياه الصافية ،،، لا ليصيده كأترابه ،،،،
يُلون الحرباء الصاعدة على الجذع الكبير ،،،،
رأيته يركض بين الأشجار ،،،، يفتش عن الرمان !!!
صوفي يحاور شاعراً فيلسوفاً ،،،،،،
كان هذا ما رآه الصوفي وأدركه الفيلسوف ،،،،،
أما شاعرهم فكان كقمر المساء يعكس الشمس الغاربة في بلاد أبعد !!!
تعليقات
إرسال تعليق