PNGHunt-com-2

مجنون : بقلم الشاعر منهل مالك

مجنون

هذا المخبولْ
هذا البهلولْ
الممتطي قلمهْ، ديكُ الصباحْ
ويظنُ أنّهُ بقريضِ الصياحْ
قد تملّكَ خاتمَ سليمانْ
أو صار الحكيمَ لقمانْ
دوائهُ دواتهْ
ترياقهُ كلامْ

هذا الدنكشوتي
المحاربُ طواحينَ الهواء
هذا المهرجُ الهاربُ
من أوارِ الواقع
بين إدراكٍ وهذيانْ
يترنّحُ على خيطِ دخانْ

هل يُعقل أنْ يفعل
النور في العقول
كفعلِ النارِ في الذرة؟
أم  العقلُ  ثمرة
إذا  ما نضجَ  سقطَ
قَدَرُهُ.. قدرها
يُرمى بحجرة
أو تغزوهُ ديدان ؟

أضربٌ من الجنون
انتزاعُ ورقِ التوت
عن عورةِ الأجداد ؟

أطيشٌ ومغامرة
تغريدُ عصفور في أذنِ صياد ؟

أحماقةُ مأفون
زراعةُ بذور
بين جمرٍ ورماد ؟...

..وماأزال أأملُ بالحصاد...
أُسارعُ الغرسَ
أُقلِّمُ الأغصان
أنزعُ الكلسَ
عن زغبِ الصيصان
وأحاولُ في ثمالةِ
الوقتِ الأخير
تعليمها فنَّ الطيران

قالوا أنني مجنون، كافرٌ، وملعون
لأنّي مرةً استحضرتُ عفريتاً
من عالمِ الجان
وطلبتُ منهُ أن يعبرَ بي
ثقبَ الزمن
ليُريني ماسيكون وماكان
رأيتُ ما رأيت
وخفتُ على أحفادي
فقررتُ تحسّباً  
وئدَ مورثاتي
إنتاجَ نطافٍ جديدة  
مِن خصيتي قلبي ودماغي 
هل أنا ملعون  
لأنّي لا أحبُ لونها الأصفر
فأردتها مختلفةَ الألوان
هل أنا مجنون
لأنّي ألعبُ
الشطرنجَ بقلبي لا بعقلي
وأطلبُ من البيادق
زراعةَ الزهور
في فوهاتِ البنادق
أُنكِّسُ في نصري الأعلام
كما أُنَكِّسُ في هزيمتي البيارق
أقيمُ عزاءً
.. قُدّاساً
.. تلاوةَ قرآن
للبيدق الأسود  كما  الأبيض
فكلاهما مهزوم
والضّحيةُ.. إنسان

هل أنا مجنون
لانّي ضحكت حدَّ القرف
على زفافٍ مثليّ
بين رجالِ الدينِ والأمراء
وضحكتُ حدَّ الإغماء
على جريمة شرف
في أمةٍ عينُ شرفها
غشاء بكارة
وظهرها مطيّةً للغرباء
وضحكتُ حدَّ الجنون
مِن حمارٍ يقبلُ حافر حمار
ويستجدي الدعاء
وشيطان يرجمُ شيطان
ويتلو المعوذتين والبراء
هل أنا كافرٌ ومجنون
لأنني أربأ أن أكون
من حمأٍ مسنون
لأنني أرفض أن أكون
سُبحَةً في كفِّ إمام

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي