في غزة : الشاعر محسن محمد فندي

-  في غزَّة -
             ******
في غزَّةَ ...
ربٌّ آخر غير الله،
ربٌّ همجيٌّ صهيونيُّ الأهواء،
تمطر من غيم قنابله..
جثثٌ أطفالٌ وشيوخٌ ونساء،
ربٌّ..! لايعرف غير القتلِ الوحشيِّ وتقطيع الأشلاء،
في غزَّةَ.. ذئبٌ عبريُّ الأنياب..
يمزِّق صبح مساء،
يخرج من تحت أظافره..
ناراً حقداً كفراً ورياء،
فالصُّبحُ بغزَّة بركانٌ..
والليل ضياء،
ليموت بغزَّة كل صباحٍ ومساءٍ آلاف الأسماء،
وغراب البين يحوِّم..
فوق الحجر وفوق الشجر
وفوق الطرق وتحت رموش العين..
ومن فوق الأثداء،
واللون الأحمر يحفر في الارض السمراء..
أخاديدا ويلوِّن حيطان النكبة ..
بالأعلام وصور الأبناء،
والصمت العربيُّ الرسميُّ
يمزِّقني..
والقمة تهتم بتلميع الأشياء،
لينام الخنجر في خاصرة فلسطين..
وليتدلى حبل من مسدٍ..
ويغوص الخنجر في الأحشاء،
فكأن المقتول بغزَّة شاةٌ ضلَّت..
وكأن المذبوح هنالك محض حساء،
ويطل الملك ..
المتخم من أكل الديك الروميِّ..
يمشط لحيته، يتثائب يحلم بالأثداء،
وينام كما النعجة فوق رمال الصحراء..
يفكر باالشجب بوجه التلفاز..
ونشرة أخبار اللقطاء،
يتعرى من نسل عروبته..
ويبيع جيوب عباءته..
ليطبع مع وحشٍ يفترس بامته..
ويصير بعرف الغرب ..
من النبلاء،
الجرم الدامي بأهل فلسطين يعريكم..
من كلِّ عروش مزابلكم،
من اقصى الشرق إلى تطوان،
فلتسقط كلُّ كراسيكم..
ولترفع قبعة الشرفاء،
بقلمي M.M.F
??****??