PNGHunt-com-2

نص (كيف لي أن أخرج منك) وهمسة الناقد غازي أحمد ابوطبيخ الموسوي

نص…
وهمسة نقدية:
""""""""""""""""""
(كيف لي
أن أخرجَ منك؟!)

تُعَلِّمُنا الطرقاتُ
ألرحيلَ
بأقدامِها الحافية!!..
.
.
.
مجبراً كنتُ...
أصرخُ في جسدي
وأرى وجهيَ
ملهوفاً
وارى صوتيَ
كفنًا
قيدًا
لكنني ..... والصمتُ
صولجان
..
أدفعُ قلبيَ المثخنَ
بركامِ غيرِهِ
الى باحةٍ معطوبة
وأُدَثِّرُهُ
بزوايا عزلتِهِ
اتصفَّح إيقاعاً مقهوراً
والعشُّ الفارغُ
بجوارِ رمحٍ
وساريةٍ فارغة
لا مرايا
فكيفَ اراك؟!..
.
كيفَ لي أنْ أستريحَ
بظلِّ نخلةٍ تمطُّ بنفسِها
بعيداً؟!..
وانا أُمسِكُ في ظلِّي كتابي
كُنتُ أدري،
هذه العتمةُ مسمارٌ
بمحضِ الذاكره
والثواني مطرقه
وانا شاغلتُ نفسي
كي ينامَ الجسمُ
ما بين جدارٌ
وجدار
كنت ادري،
زمني يمضي لحبلِ المشنقه
وطريقي انحدار!!..
      الشاعر   إسماعيل عزيز
،،،،،،،
:
""""""
يطالعنا في كل نص شعري كثيمة لافتة أبرز ما فيه من اشتغالات إبداعية..مع ان كل مافيه من تفاصيل اخرى مهم أيضا..
هنا..
تبرز إسلوبية الشاعر في طبيعة تعامله مع ايقاع هذا النص.. فجميل ان تحضر الموسيقى صاعدة بين الفينة والفينة من لاوعي الشاعر وهو يكتب قصيدة مدمجة الإختيار بين المنثور والمموسق،بلا ادنى نشاز !!..
ألواقع هذا هو المطلوب بحسب الروّاد غربا وشرقا..بودلير وبرنارد مثالاً..وإنسي الحاج وادونيس مثالاً مقابلاً..
كما وقد أسهمت إسلوبية الشذرات (المستقلة المتصلة)، في تدعيم هذا الحس الموسيقي الحداثي..والذي عمل على منواله كثير من شعراء المرحلة الاخيرة..
من ناحية اخرى فقد نزل الشاعر اسماعيل Ismaeel Aziz ، مكتنزاً بالمعاني الكبار،معانٍ مفعمة بالغربة الوجودية  والأسئلة الكبرى، محمولة على بنية سياقية منزاحة بإتقان مُوحٍ،وبمرونة تعبيرية فسيحة التآويل،في آن واحد.
فاستنطاق الآخر الدفين ،يعني تخليق مونولوج بارع بين المُعَبِّرِ(الشاعر) والرائي العميق ( الآخر)..بينه والذات النائية في الأعماق( والذات شخص آخر)كما يعبر النقاد،والآخر بالإصطلاح الغربي هو ذاته شيطان الشعر بالإصطلاح النقدي العربي كما يصرح بذلك الشاعر الرجاز أبو النجم في سجاله الشهير مع العجاج: ( إني وكل شاعر من البشر..شيطانه انثى وشيطاني ذكر)..
هذا الحوار الداخلي تمكن من الضرب على اوتار النفس والماحول بطريقة إيحائية متلفعة بالمرارة ومثخنة بجراح الممر التاريخي الشخصاني والجمعي:
(أدفع قلبي المثخن
بركام غيره
الى باحة معطوبة
وأدثرهُ
بزوايا عزلته
اتصفح أيقاعا مقهوراً
والعش الفارغ
بجوار رمح
وسارية فارغة
لا مرايا
فكيف اراك؟؟ )..
..باعتبار ان الشاعر الصادق مرآة بوجهين:
وجه يقرأ دخيلته أو يكشف عن دفائنها الخبيئة..
والوجه الثاني الخاص بالواقع المعيش،حيث يسلط  الشاعر ضوءًا يمنحنا كمتلقين زاوية نظر جديدة..وربما فريدة..
هذا النص يستحق دراسة متكاملة..يمنعنا ضاغط الميقات الشخصي من التسفار معها،مكتفين بهذا العناق القاري الكثيف..
تحياتنا للشاعر المبدع مع فائق التقدير..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي