عناة : الشاعرة سعاد محمد
عناة..
المدينةُ الّتي تزوَّجتْ من كلَّ رجالاتِها..
وجهُها مجمعُ رسلٍ..
يصلُّون على قلبها/ الجنازةِ!
المدينةُ التي ما إن تخرجُ من عِدِّةٍ،
حتّى تدخلَ في أخرى..
ما عادتْ تسمِّي أبناءها..
فالأكفانُ أميَّة!..
أُولدْ يا بنيّ..
أولدْ، واركض..
ثمّةَ موتٌ يستعجلك..
ثمّةَ أخوكَ سيأتي بعدكَ..
لتدفنَهُ..أو يدفنَك!..
لم تحنْ بعدُ لنا الحياةُ..
العدو على الباب!..
سامحني يا ولدي..
لا وقتَ لأرشوَ حظَّكَ باسمكَ..
وأقلقَ، لأمرٍ عابرٍ، جدَّتكَ اللّغة!
ولا لأضمَّكَ..
تنامُ في حضني أختُكَ البندقيّة!..
لا وقتَ لتكبرَ..
وتؤمنَ بالعصافيرِ الّتي تشمِّرُ حناجرَها..
لترفعَ العتمة عن بوّابةِ الشّمس
قد قتلوا طريقَ المدرسةِ..
وقتلوا الموّال الّذي كانَ يلعبُ خلفَ التّلالِ السعيدة!
لا وقتَ لتحبَّ..
وتراقبَ جارتَكَ..
وهي تربّي نهدَها على مهلٍ، وتوقظَ معجزةَ الندى في شفتيها!..
اشبكْ يدَكَ بيدِ الموتِ، واركض
لا وقتَ لأمِّكَ لتدلِّلك..
لتصنعَ لكَ حساءَ السّعادة،
وترشَّ سكَّرَ الأغنياتٍ على نعاسِكَ!
هي تنجِّدُ رحمها،
لتستقبلَ قتيلاً جديدا!..
لا وقتَ لأحبَّكَ يا ولدي..
قد بعتُ قلبي..
لأشتريَ لكَ اسماً طويلَ العمر..
وبلداً لا تنامُ في المقبرة!
تعليقات
إرسال تعليق