PNGHunt-com-2

القصيدة العجية : رثاء الشاعرة سعاد محمد بوالدتها رحمها الله

القصيدة العجيّة..

أقولُ، أمّي..
وأقفُ أمامَ بيدرِ أوصافِها، فيرفُّ بي ألفُ طيرٍ جائع..
إتيانُ العاطفةِ لا يحتاجُ (كولومبسَ) التّعبير
والقداسةُ في غنىّ عن حفِّ شاربِ الشِّعر..
والنبشِ في كيسِ اللّيلِ عن قمرِ الإدهاش
يكفي أن تضعَ يدَكَ على قلبكَ..
لتسجدَ الكلمات!..

إن رأيتُم نسمةً.
لها طولُ حكاية..
بقبَّعةِ (الحمدُ لله)..
عيناها ضحكتانِ حارّتان..حارّتان، يداها مائدتان ..
وقدماها طابعتا سنابل..
ورأيتُم قلبي نقشاً على فستانِها
سلِّموا عليها؛ إنّها أمّي..
ولا تسألوها عنّي؛ ستبكي!..

هي امرأةٌ (كالنّبعِ المختومِ)..
مرَّت عليها دهورٌ قطَّاعُ طُرقٍ..
ولم تسلبْها طفولتها!

صوتُها النَّبطيُّ المطعَّمُ بالعرفانِ..
زقُّورةٌ فوق سقفِ الحياةِ..
تشغلُها حكمةٌ تُقطِّرُ الخمرةَ العاقلة!
ابتسامتُها كاهنةٌ أنهتْ فروضَهُا..
وخرجَت لتلعبَ مع الأطفال
فيركضُ إليها المدى وأشجارُهُ ليلعبَ..
وهمومُها أيضاً تلعبُ معها!
أمّي خُلقت لجبرِ الخواطر..

والآن..
بعد أن أخرجني الموتُ من فردوسِ بركاتِها..
اسمي صار أصمَّ بعدَ أن ضيَّعَ حلقَ ندائها..
ألتفُّ كخيطٍ موجوعٍ بين شالاتِها
لأنجو من مقصَّ الفقدِ!
يُعذّبُني الباقي من عمري دون رقيةِ لمساتِها
وتُعذِّبني مناديلُها وفساتينُها..
تُعذّبني عيناي اللّتان كانتا خدماً وحشماً لها..
حسبي رضاها ونِعمٓ العزاء!..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي