مع السادن اسعد الجبوري في حوار ايجابي والأديب غازي احمد الموسوي
مع السادن اسعد الجبوري
في حوار ايجابي:
**************
تعلم بكل تاكيد صديقي الحبيب اسعد الجبوري،ان كل من عاشر الكلمات يحتاج الى وقفة متأملة مثل هذه معها،ولو فعل كل مبدع او صاحب تجربة ابداعبة على وجه الدقة مافعلته انت ،لما كتب الا ما يمكنه عبور المحابس او الاحتجازات جميعا الى الفضاء الرحب، الواسع النطاق.. سواء اكان السجن كتابا مجمدا او ذاكرة منفيه.. لأنها قبل ان تحتجز كانت قد اطلقت لأجنحتها العنان بشرطين..
1- مستوى الحريه..
2- مستوى الابداع..
ومعلوم ان الحرية تؤخذ ولا تعطى،كما اخذتها انت قدما قدما،من اعتى الطغاة ظلما.. فإذا بطيورك تغزو البحار ،وتزغرد فوق الفيافي والقفار،وهذا بعض حقك ايها المبدع الشامل الجامح جدا..
ومعلوم ان الابداع،شديد الارتباط بمفهوم النسبية الاينشتايني ،حد ان يتراوح بين ان يقف المبدع او صاحب التجربة على وجه الدقة بحدود المسافة التي يقطعها هواء عطسته… وبين ان يتخطى سرعة الضوء ،فيصلنا جميعا اسرع من البرق الخاطف..
ولا ريب ان بينهما كائنات حية نعم ولكنها تختلف في مستوى الحيوية حد المديات الهائلة التي لو ادركها المتدني لشعر بالاحباط ولباضت في صدره العناكب ..
هكذا اذن،كن قرير العين ،ان ..اليوشا ..مازال حيا يرزق ،وأن ..جان فالجان ..مافتئ يتمتع بنفس الحيوية حد ان يرفع قطارا بدلا عن العربه..
وربما سيبقى خمبابا السالب على مر التاريخ فكيف بجلجامش،وقد نكون الان في طقس من الوعي يجعل رؤيتنا للبريكان والبياتي بالغة الجدة من خلالك..
ولاحصر ولا عد للخوالد والخالدين ،ممن صنعهم امثالك.. فقر عينا اخي وصديقي اسعد..
و…
*
على قدر اهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
*
وتكبر في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
*
يكلف سيف الدولة الحرب همه
وذلك مالاتدعيه الضراغم
*
وقفت ومافي الموت شك. لواقف
كأنك في جفن الردى وهو نائم
***
سلم اليراع.. اخي اسعد الرائع ..
.. والسلام. ..
*****
*
نص الاستاذ اسعد الجبوري
*****
*
أنا خليفةُ مطبوعاتي وإمامُ كلماتي .ولن يكون علىّ تركها ،والتنازل عن حمايتها من المضار.هي رعيتي وأنا الراعي في باطن اللغة وعلى ظهر الورق وفي مجرى التاريخ أيضاً.
لذا..ففي أحايين كثيرة،أجلسُ في مكتبي مراقباً بعض نصوصي المطبوعة على ورق الكتب ،متسائلاً بحيرة وبقلق :هل هذه الكلماتُ نائمة وتحلمُ الآن ،أم تكون في قطار أو على متن مقهى أو في نزهة خارج الكتب ؟
وهل تعيش قصائدي في مجرى اللغة حقاً، تغني وتراسل الله والزهور والملائكة والمدافع والنمل وفساتين النسوة دون حدوث اضطرابات بفعل السكون والملل والنوم وقلة الحوادث؟!!
هل تتشابكُ الكلماتُ فيما بينها بعلاقات غرامية أم العكس،كون اللغة أم الحرب الشفهية الأولى ؟!
هل هذه الجُملةُ ،تَرشُ على جسمها عطراً ،وتضئ لمبةً حمراء ،حينما تستضيفُ شاباً من مخلوقات نصّ،سبق وأن سقطت بحضنه كالجمرة في سياق رومانتيكي من زمن الشاعر القديم ؟
أشعرُ بالحمى تلتهبُ في جميع مقاطعات جسدي.أقول لا أعرف،على الرغم من إدراكي الحادّ بأن للكلمات عوالم غير هذي التي نمرّ بها في هذه الدورة الزمنية.
لذلك أغلق نفسي وأغادرُ الورقَ ،هارباً ومبتعداً عن التجارب التي تعيشها الكلماتُ في الكتب.
تعليقات
إرسال تعليق