رسائل : الشاعرة سعاد محمد

رسائل..

إلى جدَّتي عشتار..
أيَّتها المعرفةُ الّتي لا تتقبلُ التّعلُّمَ..
الحضارةُ فرسٌ شربتْ من بئرِ الوصايا الّتي لمْ تعرفْ شفاهُها قلمَ الحمرةِ..
فتنكَّرت لأسبقيِّةِ الرحمِ..
أولادُها أرقامٌ..
لقلوبِهم ضرباتُ عصا أعمى..
أينما تأخذهم الطريقُ، يطيبُ لهم المقامُ!
والرّفاهيةُ سنٌّ ذهبيٌّ في فمِ قاتلِ الفطرة!

أيَّتها الأمُّ الحليبُ/الحضنُ المجَّانُ/ القمرُ الموشومُ على سرَّةِ سنبلة
مذْ سلبوكِ لقبَ النِّعمةِ،
صرنا سجناءَ اللُّقمة!..
هجرنا أبونا..
نقلَ أملاكَهُ إلى السّماءِ..وقفلَ الباب!
نلوّحُ له بصلواتنا..
نصوِّبُ مقلاعَ دموعِنا إلى فكرةِ الجنَّةِ..
لكنَّها بعيدة..بعيدة!

أيَّتها الأمُّ الغيمُ/ السّهلُ..
خريفُ الخلقِ أنْ يوقِّعَ على نسخِنا..
ربٌّ لا يعيشُ بيننا..
ولا تخبزُ عيناهُ أوصافَنا!
والأكثرُ إجحافاً للتّرابِ..
أن يغدقَ علينا الأنبياءَ..
ليخبرونا أنَّ من يصعدَ جبلَ العمرِ..
بحبلٍ شربَ من دم يديهِ..
ستضحكُ له السّماء
وأخفوا علينا..
أنَّ من يصعدَهُ على (أصانصيرِ الأكتافِ)، تنزلُ لملاقاتهِ السّماء!

أيَّتها التفاحُ اللّجِبُ/ الرغبةُ البتولُ..
طيورُ فمي تسبِّحُ شساعةَ بركاتِكِ..
والنساءُ الأربعونَ بي يغتسلونَ في بحيرةِ وجهكِ..
لِتنتُشَ بي بذرتُكِ..
وأنتحلَ قوتَكِ لأؤنسنَ بعل!..