PNGHunt-com-2

حدثني أيها الوجع : زفرات قلب بقلم أ. نبيلة الوزاني

حَدِّثْني أيُّها الوَجعُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الزّلزالُ آلةُ هدمٍ لَيْزيرِيّةٌ
في آفاقِ الكَينُونة ..
ما أشدَّ لَطْمتَكَ أّيّها المارِقُ
وما أَضعفَ كائناتِ الطّينِ
أَمامَ  الحَقيقةِ الأَزليّة ..
أيُّها اللّا مَوصوفْ
المَعنى يَضُجُّ في عُمقِهِ
وأَنتَ كَهفُ الأسرارِ الأَبديُّ ..

كُلُّ شَيءٍ
في كامِلِ قِواهُ المُنهَارةِ
ذاكرةُ أجيالٍ رَحلتْ
بلِا تَذكرةٍ لِلعوْدَة ..
الذِّكرياتُ تنامُ عَاريةً
خَفيفةً مِنْ رُؤوسٍ
أَجسادُها
في مَعدَةِ الأرضْ ..

أُمٌّ تتقلّبُ في نَومِها
تَستيقظُ
على زَئيرِ الأرضِ
تَرتطِمُ بالجِدارِ
الجدارُ
اِلْتهمَ العَمودَ
وأَربعَ زَهراتٍ
الأمُّ تَشربُ مِلحَها ...

أبٌ يُسامِرُ تعَبَهُ
تُرفعُهُ
الرَّقصةُ التِّكتُونِيَّةُ 
يَلتصقُ بالسَّقفِ
يَلبسُ التُّرابَ
والحِجارةُ
قَبَرَتْ ساريةَ البَيتِ
ومِصباحيْنِ ..
الأبُ يَلُوكهُ السّرابْ ..

حدّثْني أيُّها الوجعُ
عن قُرىً تَهاوتْ في الخرابْ
عن الذينَ نامُوا
ولمْ يَسيقِظُوا
عن بُكاءِ طفلٍ ضاعَ صَداهْ
عن أَيَادٍ
صَاخبةٍ تحتَ الرُّكامْ
حدّثْني
كيفَ أَرسُمُني فُرشاةً
تُعيدُ إلى اللَّوحةِ ألوانَها
والأرضُ ترفلُ في الأنقاضْ؟ ..

يَذرفُني الدّمعُ حُزناً أَسْودَ
الحزنُ وثيقةُ الألمِ
وأنا في كرمهِ عالقة ..
حدّثْني أيها الوجعُ
كيفَ أكتبكَ ؟
الشِّعرُ ارتَدَى السّوادْ
القلمُ غارقٌ في بُؤسِهْ
الحبرُ مصابٌ بالتّجلّطْ
وأنا في حالةِ حِدادْ .

،،،
نبيلة الوزّاني / المغرب
11/ 09 / 2023

( ليس شِعراً إنّما زفراتُ قلْب )
بعيداً عن الشّعر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

همسة بأذن كل !! العرب :شيخ شعراء مصر..عباس الصهبي