خواطر من وحي لوحة :قصيدة الشاعر غازي أبو طييخ الموسوي ورؤية الناقد جمال قيسي
.......
خواطر
من وحي اللوحة
إعادة نشر
***
مافَتِئْتُ
أقرأُ بلاعيونٍ
كلَّ ما تبقى
على رصيفِ الزمان
آخرَ مقطعٍ
من جمجمةِ الميقاتِ الأخير !!
كان الضوءُ في مهجتي
كاشفاً
ما لاتُبصرهُ
عيونُ القطيع
بينا…
أُطِلُّ بروحي
على أعماقِ المشهدِ
حتى الأقاصي النائية
فأرى
كيف ستهرب الخفافيش
تحت الشمس الطالعة
ولا أظن أنّ النتيجة
تحتاج إلى شرحٍ مطول
بلى..
قد يتارجحُ المخاضُ
وتَبْيَضُّ بآبي الِّلحاظِ
فلا نرى
إلا أسوأَ ما فينا
حيثُ مستنقعُ الفجيعةِ
وحيث( الصمتُ أبلغُ من الكلام)؟!!..
لكنْ
لاسبيلَ أمامنا
سوى
هذا الإرتحالِ
البُوذيِّ البصير
سنتأبّطُ
مجساتِ البحثِ الدفينةِ
فردًا فردًا
في طريقٍ موحشٍ
فلاشئَ
في صفحةِ الافقِ الآن على أقلِّ تقدير!!
أعلمُ إنّهُ
ذاتُ الارتكاسِ القديمِ
ذاتُ الغرقِ
في ليالي شهرزاد
حيث الثمالة
أو الجهالة
أو السكونية الاثيرة
وياله من خدَرٍ مخمورٍ
واعتكافٍ موات
وتسليمٍ غائبٍ
عن الوعي!!..
أفما آنَ الأوانُ
لِأنْ نُفَخِّخَ
جماجمَنا
بالمولوتوفْ؟!!
ليس الفتيل
الذي نعرفه قديماً
كلا...
إنّه طائرُ الضوءِ الحبيس...
شعبٌ
من الأضواءِ الساطعة؟!
مخجلٌ جدًّا
أنْ نرضى
بقوقعةِ السلحفاةٍ
مدى الحياةِ؟!
وإنّهُ
لَجَرسُ الإنذارِ الأخير
لابدّ من حُسَينٍ
في كلِّ ضمير
ألوعيُ
زهرةُ لوتس
شعلةُ "حريةٍ حَمْرا"
"نكونُ أو لانكون"
ماعاد قوسُ الإسراءِ
مكبوحًا...
وما عادتِ المقامع كافيةً
لمنعِ العروجِ
هاهي ذي
أجنحةُ العنقاءِ
تنمو رويداً..
إنّي أرى
البحر يموجُ
في سريرةِ وطن
زلزال في موكبٍ مهيبٍ
يحفُّهُ البهاءٌُ
تتداعى العروش
وتتكسّرُ مخالبُ "ميدوزا"
ذاتُ النفثِ
وذاتُ الظلموت
ولِعٌ جامحٌ
أقرب إلى
عشقِ "جلالِ الدين" !!
رغبةٌ هادرةٌ
في تقبيلِ خدودِ الشمسِ
وهذا أفُقٌ جديدٌ
تتجلّى على صفحتهِ كويكباتُ
الأحلامِ الراعفةِ
منشدةً "كورالاً" جمعياً..
محفوفًا بالجلال
قريباً جداً
من خفقات قلوبِ العذارى..
والثكالى..
والغارقين بؤساً
بغبارِ الأرصفة!!..
غازي احمد ابوطبيخ الموسوي..
،،،
،،،
التمرد الاستشراقي ،،
قراءة في نص الموسوي
،،،
---
يطل علينا الشاعر الموسوي،،بنص حداثي مفتوح،،،ليعلن أنتسابه ،،للزمن المطلق،،الزمن الأدبي ،،في جوهره الشاعري ( البوطيقي ) ،،
ومع ان روح الشاعر الشابة والمتمردة ،،قوية التوتر،،الا انه يكبلها ،،بالمعقول،،هو يمتهن الادب اللامعقول والغرائبي،،لكنه ،،
يؤطر ،،عمله ،،
بالمعقول،،لانه ناقد محترف،،،وشاعر كبير،،ومعلم اكبر في الادب،،،
يبدأ النص،،بعتبة سيمولوجية ( اشارية ) ،،
ليحيلنا ،،بنهج الراوي العليم ،،بنصه،،
ولأنه معلم يقيدنا بدرسه الاول،،من خلال ارشيف النص ( اللوحة ) ،،،
نعم ،،اللوحة واسعة،،،الدلالات ،،وقابلة للتاؤيل ،،،إذًا فضاء مترامي الأطراف ،،،لكن في النهاية ،،هذا الفضاء مؤطر،،
وهنا يمارس معرفته التعليمية،،،حتى لا تشيع الفوضى من عالمه الضاج بالغرائبية ،،،
هناك مرسل،،،،وهو صوت الشاعر،،الذي نتلمس تمرده ورفضه ،،لما حوله،،ورسالة ،،يبثها ،،،محملة ،،بعدمية ،،
ومغلفة ،،بعلبة زاهية ،،ومزينة بأشرطة ،،حتى لاتصيب،،،،من يتفحص الهدية،،،اللاجدوى،،ولايقدم على شعل الفتيل،،لينفجر مولوتوف الرأس،،يكفي ان يلقي نفسه من مكان عالي،،بعد ان يتلقف الهدية،،،
سيدي ،،الموسوي،،،اشهد انك،،أقارب الله،،،تحمل ملمحًا من حلمه وحكمته،،،ولأنك تعرف تموقعك ،،توشحت بالصبر،،
لكن الروح،،لاطاقة له بها ،،،لا قدرة له على تمردها،،
ومع محاولة الشاعر،،القفز بتمرده الى اعلى التوترات ،،والاعتراضات،،والسباحة في بحر الرفض،،الا انه يعود القهقرى،،،بنشيد صوفي اشراقي،،،ليعلن او يوهم نفسه بمصالحة ،،لكني أظن ،،انها افتراضية ،،
انه في الاخر ينتسب،،،الى قرابته الإلهية ،،،يستشعر النور،،المنبثق،،،مع انه في زنزانة ،،دون ان يشعر،،انه نسب تشريف وتكليف،،،اثقل كاهله ،،وكبّل روحه التواقة ،،للحرية،،،،
لانه وضع الأنثى ،،وهي كل شيء في الحياة،،،،في خانة الشر،،،والتي تصنع شباكها الهرمونية ،،المحكمة،،وقل من يفلت منها،،،اتخذ،،منها رمزًا ،،شبيه بالميدوزا،،وعشتروت،،،،،
يبقى كلام اخير،،انا لم أتعرض للنص بنيويًا ،،حتى لا أزعج القارئ،،والا أن. النص فيه اشتغال عالي ،،وتقالب في الإنساق بغاية الروعة،،سواء من ابعاد المنظور ،،،او المفارقات الزمنية،،وتوزيع وصفي ومكاني ،،جميل ،،رسم بعناية،،،وكذلك صيغ الصوت،،والفواعل،،،،
عاشت الايادي شاعرنا الكبير
الناقد
جمال قيسي / بغداد
تعليقات
إرسال تعليق