النقد الأدبي مابين الخيانو والخدعة :الناقد العراقي عبد الكريم حمزة عباس
النقد الأدبي ما بين الخيانة و الخدعة
=========================
( النقد الأدبي امانة ، و التخلي عن قيمه خيانة )
النقد الأدبي ابداع ، و الناقد الحقيقي هو من يؤشر للكاتب على مواطن القوة و الضعف في عمله الابداعي من أجل أن يمضي قدما في عمله المقبل، بالإضافة إلى أن الناقد يعرف القراء بكل حيادية و شرف مهني بهذا الكاتب أو ذاك ، كما أنه لابد من أن يظهر اقتراحاته لتقويم المنجز في حالة رصد قصور ما ، وفق المعطيات و المنطقيات و السياقات المتبعة، وحتى الإيجابيات لدى رصدها عليه أن يكشف المعيار الساند لها و الآلية المتبعة من قبل المبدع في بناءها.
وهناك بعض النقاد يمجدون بشخصيات صاحبة المنجز الركيك و يفتعلون خطابا مداحا لذلك المنجز و يبررونه باسم النسبية وهؤلاء من الذين يتم وصفهم ( النقاد الخائنون ) لشرف الكلمة و شرف النقد و شرف الإنسانية، وكما قال أبو الفرج الأصفهاني( ت ٣٥٦ هج) في كتابه الاغاني فإنه حاول في دراساته التطبيقية أن يعلمنا ما يجب أن يكون عليه الناقد من قدرة على ضبط النفس وعدم الخلط بين الحب أو البغض للشاعر و بين القيمة الفنية لنتاج الشاعر فهو اول دعاة الحياد المطلق في الحكم الأدبي( الاغاني ٤/ ٣٣٦) .
كما على الناقد تجنب الحكم الشامل الغامض على مجمل النص الأدبي، بالرغم من ضرورة رعاية القواعد الفنية مثل سلامة النحو و اللغة وهذا ما دعى له ابو الفرج في عدم تعميم الحكم الأدبي، خاصة إذا ما أجاد الشاعر في أكثر نتاجه وان كان قد قصر في بعضه حيث قال ( ولا أن يغمط حقه اذا احسن في الكثير و توسط في البعض وقصر في اليسير، و ينسب إلى التعقيد في الجمع لنشر المقابح و طي المحاسن ) .
ومثل ذلك ما قال الناقد الأدبي الفذ الجرجاني ١( ولا من العدل أن تؤخره للهفوة المنفردة، ولا تقدمه للفضائل المجتمعة ) .
أن من أولى وظائف النقد الأدبي الأساسية، هي متابعة النشاط الأدبي بالنقد و الدرس و التحليل، فهو يقوم بخلق جسر ما بين القارئ و العمل الأدبي، ويساعد المبدع على إرهاف ادواته الفنية وتعميق وعيه بإمكانيات الجنس الأدبي الذي اختار الإبداع فيه وتحليل مكوناته ، كما يرشد النقد الأدبي القارئ في غياهب الإنتاج الأدبي الغزير الذي يطغي فيه الغث على السمين في كثير من الأحيان، و هي وظيفة لا يستطيع النقد الأدبي أن يحققها الا اذا كان نقدا ابداعيا قادرا على الخلق متحررا من أساس المحاكاة و التقليد أو ما يسمى ( خدعة النقد ) .
( ١) : هو القاضي ابو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني( ت ٣٦٦ هج) .
عبد الكريم حمزة عباس.
===========================
تعليقات
إرسال تعليق