إليك : الشاعرة ريم البياتي
إليكَ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتعلمْ ...
أنّي إذا ماعشقتك يوماً
تعود صبيا ؟
وأنّ سماءك ترشح عطراً
وأرضك تغدو حقول خزامى
تعود كما الأنبياء نقيّا
إذا ما تركتُ الضفائر تصبحُ غيماً
وقلتُ لصيفك :
يأتي الربيع على راحتيّ
أتعلمْ ....
كيف الحروف تصير خيولا
إذا مانظرتُ إلى مقلتيها ،
وألقيت فوق القصائد سحري ؟
وكيف العصور تصير مرايا ،
وتلك الرياحين مشطاً لشعري ؟
وتأتي المراكب نحوي
إذا ما أشرت إليها
يصير المحيط وليداً و يحبو ،
كزنّار خصري ؟
أتعلم أني إذا ماعشقتك يوماً
بأنك لست ككل الرجالْ ،
وأنك لست كلاما ُيقالْ ،
وأنك روح تفوق الخيالْ ،
وأنك في الطهر مثل بلادي
عسير المنالْ .
ولستُ وحقِّك مثل النساء
إذا ماعشقتُ ...
سأبني حصوني على ضفتيك
بطين وماءْ .
فلا تزدريني
إذا قلتُ يوماً لعينيكَ :
أنتِ مداري .
وقلبكَ كَوْني الفسيح وداري .
فلا تأخذنّك فيَّ الظنون ،
وتنفخ حول القفير دخانا ،
وترقب طول اصطباري ،
لتعلم أنّي ...
خلعت رداء البداوة عنّي
وقلتُ لتابوت موتي :
ستغدو سفيناً
وأغدو شراعا
وتغدو الشواطيء في مقلتيَّ
بأكثر مما تراها اتساعا.
رنين الأساور صارت قيودا ،
فخذها ...
وخليّ يميني لأكتبَ سفري
وتلك القلائد لاتحتويني
تكمّم صوتي وتُثقل نحري
فخذها ...
أحذَّرُ ...
أن تشتريني .
وتحسب أني متاع جديد ،
وأني استراحة صيف ،
وتنسى بأنّي الشتاء .
إذا ماأردتُ ...
تكون (بديوان) عمري كضيفْ ،
لتعلم أنّ السحائب تهمي سيولا ،
وتُمسكُ يوماً ...فيأتي الخريفْ .
من ديوان/ مزامير الوجع/
.....ريم البياتي..
تعليقات
إرسال تعليق