لاعجة معتقة/للشاعرغازي أحمدابوطبيخ ورؤية للأديبة فاديا الخشن حولها
لَاعِجَةٌمُعَتّّقَة:
""""""""""""""""""
ما شَرَقْتُ بالدمعِ
إلا في مَحْضَرِ صلاتِك القائمة
صلاة لاتُعنى بآليّةِ الرسومِ المُتَحَرِّكة
بل تُعْنى
بتحويلِ الحدثِ
مِنُ رِئَةِ القوّةِ
الى باناروما الحياة
خبَّرني عرّافُ الرّبيئةِ"
أنّك الكوكبُ المضيءُ
في جمجمةِ الوقت
وأنّك الذراعُ القابسُ
من غدَقِ المدينة
يادرويشًا
ما عرفَ الهدأةَ
إلّا في هيكلِ الحقيقة!!
ايُّها العارفُ النجيب
أيّها الموقفُ العجيب
يا عظيمَ العربِ
ياجوهرةَ الميقاتِ السامي
ألفُ موجةٍ
من الحنينِ تشرئبُّ إليك
ألفُ شَكاةٍ ترفُّ مذبوحةً
على جناحِ القطا إليك
مَنْ يحملُ ما حمَلْتَ
بينا أحلِّقُ كالبازيِّ
مِنَ الغابةِ العتيقة
مَنْ يتحمَّلُ ما تحمّلْتَ
بينا أستحيلُ قنبلةً
في يديك
أمجُّ النارَ
في وجوهِ الراقصينَ
كالقِرَدةِ
حولَ معبدِكَ الكبير
تصرخ العواصف
وأنت الطودُ المستحيلُ
ينكصُ القاسطونَ
والناكثونَ
والمارقونَ
و تفترعُ الخِضَمَّ
نرجسةً من العقيقِ
ثمّ تصعدُ
تصعدُ
كالشمسِ في طاقةِ الكلمات
لا يفقهُ كُنهَكَ
غيرُ السابرينَ
في القادم من الزمانِ الحيّ
وإنّي لأُحِبُّكَ
مثلما أحبّكَ الناس
لكنّي أحبُّكَ
ليسَ كما أحبكَ الناس!!
…………………………………..
…..
…..
تعقيب الأديبة فاديا الخشن مع التقدير:
…
لم أسع لأن أكون ناقدة يوما ولكن بعض النصوص تنادي قلمي فيستجيب
نعم لقد استدرجني الناقد المبدع غازي ابو طبيخ بنصه هذا ( لاعجة معتقة )
استدرجني للدخول في عمق النص لإدراك ما لم يكتب وذلك عبر إهمال النص لاسم المقصود والتأكيد على محاسن خصائله وصفاته النورانية السامية تلك السمات التي حمات لنا في تلاوينها عظمة الموصوف فضائله وشمائله تاركا الباب مفتوحا للقاريء ليدرك ذلك فهو العظيم بين العرب
وهو الذي ماعرف الهدأة إلا في هيكل الحقيقة
وهو الذي لايفقه كنهه غير السابرين
وكانا به يقول لنا ها انت قد عرفته فما الداعي لذكر الاسم كما ان إهمال الاسم قد يترك للقصيدة فسحة لأن تفهم من منطلق ديني او سياسي أو اجتماعي أو ثقافي حيادي
وبالتفاتة نقدية غاية في الحنكة والذكاء استطاع الناقد ان يشير لنا الى مقاصده جعلنا ندرك ان حبه هو الاعظم شأنا لأنه حب المؤمن بما آمن به فهو إذن من الذين فقه كنهه وهو من السابرين كل ذلك الشرح جاء بجملة ( لكنني احبك ليس كما احبك الناس ) خاصة الراقصون كالقرود اي ان حبه ليس حبا سطحيا مجاملا بل هو حب قائم على دعائم متينة حب العارف لاهميةوعظمة ما يحب حب مستعد للنضال والفداء
فالف شكر للناقد الفذ المبدع غازي ابو طبيخ والى مزيد من التألق الدائم
…
تعقيب الأديب غسان الحجاج مع الود:
…
هكذا تنزف الكلمات معانيها
لتكشف لواعج الوجدان
حيث يتشكل الالم
زفرةً زفرة ومهما طال الصمت لابد من لحظة بكاءٍكهدنة مع الصبر الطويل في معترك الانسان المؤمن
ولكن ذكر المحبوب هو ما يهون اللواعج بل يجعلها معتقة في هذا التراصف العجائبي الذي لا يفقهه الا الراسخون في الحب الذائبون في العرفان
حيث مرحلة السمو ونكران الذات كمن يصبر على قبضة جمرٍ لا تنطفئ
قلبكَ كوكب يدورحول غايتهِ الأسمى
لعله يلتقي بما يصبو اليه
وان كان هذا اللقاء متحققاً في الضمير
كماجاء في الخاتمة
لنصوصك نكهتهاالخاصة وبصمتها المذهلة وإيقاعاتها المتماهيةمع الروح
عذرا لقلة الزاد المعرفي وهذا التعليق المتواضع..
…
تعقيب الأديبة سعاد محمد مع الشكر:
…
المضيف الذكي..
هو من يقدم (بوفيه مبهرا) ثم يتفرج على أذواق ضيوفه..
الرمزية المثمرة التي لا تختم القول..
تترك لكل روح بصيرة أن تقطف ما تشاء من الدلالات التي تناسب طول باع خيالها..
هالني الكم الهائل من القدسية والعذوبة دون ان يطغى أحدهما على نداء الآخر..
واستقطاب الأقاصي لتدوخنا في هذا الطواف الباهر دون أن نفقد التوق للاستقصاء..
المبدع القدير..
احترامي ومودتي..
…
تعقيب الأديب زكريا عليو مع الاحترام
…
لنبدأ من العنوان ( لاعجة معتقة )
لاعجة .
استخدمها الاسلاف للتعبير عن هول الهمّ ( المصيبة )
وكأن الكاتب أشار إلى أنه سيستخدم هذه اللغة لايصال مأربه وربط قدم المفردة لاعجة مع مفردة متداولة عتيقة ، وتعني القدَم ، بالمجل هم معتّق ( كمن يقول نبيذ معتق ، وجرح معتق اي استحال علاجه )
…
ما شَرَقْتُ بالدمعِ
إلا في مَحْضَرِ صلاتِك القائمة
صلاة لاتُعنى بآليّةِ الرسومِ المُتَحَرِّكة
بل تُعْنى
بتحويلِ الحدثِ
مِنُ رِئَةِ القوّةِ
الى باناروما الحياة
… لن اخوض كثيرا في المعاني للمفردات ، لكن استوقفني هذا الفهم العميق للصلاة ( الرسوم المتحركة ) وهي حركات الصلاة الخالية من الخشوع والابتهال ، وهو ينفيها عنه بل سيكون خاشعا بها ، اي المفكر بالاحداث الدائرة حوله ، ليربطها مع مفردة لاعجة ، ويستشف ذلك من مدلول حداثي بانوراما ( باناروما ) وهي الكشف وتصوير وهنا أتت بعدها الحياة ، وكأن الكاتب يعمل مسح للحياة منذ القدم لوقتنا الحاضر وكأن جرحه ممتد من القدم ومازال ، وهذا ما لقيته بالعنوان مفردة جذلة ومفردة حداثية ،
…
خبَّرني عرّافُ الرّبيئةِ"
أنّك الكوكبُ المضيءُ
في جمجمةِ الوقت
وأنّك الذراعُ القابسُ
من غدَقِ المدينة
..
الرّبيئة : جمعها ربايا
الرّبيئة : الربيء الطليعة الذي يرقب العدو من مكان مرتفع ( الكشاف )
غدق : بفتح حرف الدال الماء الكثير / المطر الغزير /
اخترت هاتين المفردتين لانهما محور الصورة الشعرية هنا
..
استخدام لغة جذلة ، بما يتناسب مع المعاني ، هنا عرّاف العارف بالتاريخ والمستكشف هو من سيخبر ، عن سبب اللاعجة التي يريد إيصالها الكاتب لذلك استخدم جمجة الوقت ، وقابس المدينة ، اي ما هو محفوظ بذاكرة التاريخ ( تاريخ الشعوب ) وانه اقتبس الكثير الكثير من تاريخ المدينة ، لذلك حمل همّ كثير وأصبح معتق يصعب علاجه
…
يادرويشًا
ما عرفَ الهدأةَ
إلّا في هيكلِ الحقيقة!!
ايُّها العارفُ النجيب
أيّها الموقفُ العجيب
يا عظيمَ العربِ
ياجوهرةَ الميقاتِ السامي
ألفُ موجةٍ
من الحنينِ تشرئبُّ إليك
ألفُ شَكاةٍ ترفُّ مذبوحةً
على جناحِ القطا إليك
مَنْ يحملُ ما حمَلْتَ
بينا أحلِّقُ كالبازيِّ
مِنَ الغابةِ العتيقة
مَنْ يتحمَّلُ ما تحمّلْتَ
بينا أستحيلُ قنبلةً
في يديك
…
يتحول النص الى مفردات بسيطة ،ويتخلى عن اللغة الجذلة كون المخاطب حداثي فكانت لغة المخاطبة سلسة تتوافق وكنه الواقع
الدرويش هو الرجل الذي يدور حول نفسه دون ان يعي ما حوله ، او الرجل الفقير الذي ﻻ يملك وسيلة ، وهنا أصبح الكاتب كذاك الدرويش ﻻ يدري ما حوله ولا قوة له ، لذلك لجأ للغة الخطاب ، أيها .. منادى القريب ، كي يخبروه ما يجري حوله ليتخلص من لواعج روحه ، متسائلا من يستطيع حمل عبء الحقيقة الثقيل ، وبصور حداثية رائعة مميزة ( جوهرة الميقات السامي ، ألف شكاة ترف ذبيحة على جناح القطا اليك )كم عميقة هذه الصورة وكيف تذبح الشكوى .
بينا أحلّق كالبازي في الغابة العتيقة .
… بينا : هي بينما وتستخدم في الشعر العمودي الموزون لضرورة الوزن ، حبّذا لو كتبها الكاتب بينما
…
الباز هو طائر من فصيلة الصقور ، يعشق القمم قناص ماهر ويتمتع بنظر ثاقب ، لذلك أتت الصورة جميلة ومعبرة ، وكأنه يراقب ويتمحص الوضع العام كطائر الباز ، ويرى الامور جلية وبفطنه أكثر من غيره ، ومنا تأتي قوة الشعر والأدب
والجميل أنّ الكاتب يتوارى وراء صوره الشعرية ، وهو يعلم إن قول الحقيقة عندما ﻻ تروق للآخرين تصبح قنبلة موقوتة بسبب جهل البعض لها ، جميل أنت أيها الكاتب ،
… ..
… أمجُّ النارَ
في وجوهِ الراقصينَ
كالقِرَدةِ
حولَ معبدِكَ الكبير
تصرخ العواصف
وأنت الطودُ المستحيلُ
ينكصُ القاسطونَ
والناكثونَ
والمارقونَ
و تفترعُ الخِضَمَّ
نرجسةً من العقيقِ
ثمّ تصعدُ
تصعدُ
كالشمسِ في طاقةِ الكلمات
لا يفقهُ كُنهَكَ
غيرُ السابرينَ
في القادم من الزمانِ الحيّ
وإنّي لأُحِبُّكَ
مثلما أحبّكَ الناس
لكنّي أحبُّكَ
ليسَ كما أحبكَ الناس!!ذلة
… ..
يعود بنا الكاتب إلى صيرورة مقدمة النص بلغة جذلة وصور ولا أروع وبرمزية متقنة ، كون الكاتب يمتلك أدوات الابداع بمهارة ، أول صورة أمج النار ، هذه حرفية أديب ، هو يعلم نفاق الجميع ( القردة ) رمز الخديعة ، لذلك أسلف وشبه نفسه بالبازي ، أي ﻻ تنطوي عليه حيلهم وتهريجهم ،
..
تصرخ العواصف
وأنت الطود المستحيل
لنهاية الصورة ، الطود الجبل
الذي ﻻ تزعزع أركانه العواصف ، فينكص الجميع على عقبيه ، عندما تتعرى الحقيقة ، ويخاطبهم بصفاة تليق بهم الناكثون ، المارقون ، عند الشدائد يرجع أصحاب الحق والعدل ، وتقف في وجه الناكثون للعهود ، كناية الغدر .
والمارقون المنافقين الذين يضمرون غير الذي يبدوه ( يعطوك من طرف اللسان حلاوة ) وهذه الصورة تخدم مفردة البازي ،
وتبدو الامور جلية كما ضوء الشمس ، وهنا يصرح ملئ مداد قلمه ﻻ يفقه الحقيقة الا ( ذو عقل لبيب ) .
سبر : استكشف واهتدى للحقيقة ، وربط الكاتب السبر مع مفردة الزمن الحي بحنكة كاتب قدير ، الزمن ﻻ يموت ويحفظ كل شيء ،
استنتج كم خدمت مفردة البازي المعني وجمالية ربط الصور الشعرية مع بعضها ،
ويختم بمهارة كاتب ويعطي القارئ طرف الخيط ليصل لقراءة صحيحة فيقول :
إني أحبّك كما أحبك الناس
.. فيظهر الوطن جلياً في خطابه
والكاتب فطن جدا فهو يعشق وطنه بكل متناقضاته وبملئ إرادته ، وليس تملقاً كما الآخرين لأن الوطن يستحق هذا الحب ، ويحب وطنه شامخاً عزيزاً قوياً معافى ، وليس كمن يقول أحبّك / وهنا العامة ، الناس /
طمعاً في فتاة الحياة
…
النص راق لي جدا وكم كنت سعيداً ، في سبر هكذا نص لكاتب قدير
..
النص مترابط جدا وقد أشرت لذلك في أكثر من مكان ، اعتمد الرمزية الجميلة مما أضفى جمالية وعمق في النص ، استخدم الجمل الخبيرية ، والجمل الاسمية لايصال ما رام إليه ، وموفق جدا في اختيار أفعال تتناسب وما هية النص
بالمجمل نص شاهق المقام
شكرا صديقي واستاذي على هذا الجمال والابداع
… مودات والعطر
…
تعقيب الأديب محمد الدمشقي مع التقدير:
…
لن اخوض في التفاصيل لكنني ساتكلم عن هذا العمق الرمزي التأويلي الذي تتطلبه قصيدة النثر فتشعر كقارئ بسمو المقام من جهة و بتقزم كل شيء سطحي أمامه من جهة بما يوحي بسخرية لاذعة خفية لكل المتألهين و المتطاولين فالمحبة شيء قلبي و ليس سطحيا لهذا فتلك النصوص تشي بالكثير من السمو من جهة و من العمق الرمزي و التحرر الشعوري من كل الماديات و السطحيات و الصغائر ... نص تربوي اخلاقي مهم. .
…
تعقيب الاديب سامح الهاجري ( قلعة أكسل ) مع الاعتزاز:
…
جميل ان يكون الانسان عارفا" متولها" بشفق النور الماثل في بلاد الرافدين ، البلاد التي تعشق رموزها ولكن سرعان ماتغتالها الاشارات المشوهة من هنا وهناك ،، تحية لروحك ياحسين النور ، حسين الفيض والنهضة التي حيرت الدهور والعصور والأزمان ،،،،،، تحية لهكذا نص شامخ الوجود بارع العطاء ،،،،
…
تعقيب الاديبة سوار غازي مع الشكر والإحترام:
…
لاعجة معتقة ...
من قلب سومري فيها
من لواعج الهوى مافينا
ويظل حب العراق يجمعنا
طيب الله انفاسك ،استاذ غازي الموسوي
وأحيي هذه الروح التي تنبض حبا وعشقا لوطنها الجريح
سلامي العميق ..
تعليقات
إرسال تعليق