خريف العمر : الشاعرالعرافي عبد الرضا الويساوي
- خَريـفُ الـعُـمْـرِ -
خَريـفُ العُـمْـرِ حَـنَّ الـى صِـبـايـا
كـخَـفّـــاشٍ يَـحِــنُّ الـى الــزَّوايـا
فـراحَ خُـطـاهُ يَنْـبُـشُ فـي زَمــانٍ
تَـنــامُ بـهِ المَصـائِـبُ والـخَـطـايـا
لـيـوقِـظَ ذِكْـرَيـاتــي مـن سُــبـاتٍ
وقَـدْ سَـــلَّـمْـتَـهُـنَّ الـى الـمَــنــايـا
بلُـؤْمٍ غـاصَ فـي مـأســاةِ روحـي
كشامـتِ بي ويَبْحَثُ عن ضَحايـا
بُـضـاعَـتُـهُ الـمَـلامَـةُ والـتَّـشَــفّـي
بمـا فَرَّطْـتُ فـي مَـسْـرى خُطـايـا
يُـذَكِّــرُنــي بـأيـامـــي الـلَّـواتــــي
خَـسِـــرْتُ بـهُـنَّ آلافَ الـقـضـــايـا
فلَمْ اصْطَدْ بها فُـرَصَ امتِشــاقـي
وتَـفْـريـطـي بـمـا مَـلَـكَـتْ يَــدايـا
يُـذَكِّــرُنـــي بـقَـلْـــبٍ لا يُـبـــالـــي
بـدُنـيــاهُ ومـا تَـجْـنــي الــبَــرايــا
وكـنــتُ أُطـيـعُــهُ فـي كُلِّ نَـبْـضٍ
تَـرَفَّـعَ فـيـهِ عَـنْ صَـيْـدِ الـمَــزايـا
فـلَــمْ يَـحْـفَــلْ بـلَــذّاتٍ لــعُـمْــــرٍ
يَفـوزُ بها جَـســورٌ فـي الـخَـفـايـا
يـرى دُنْـيــاهُ فـي تـحـقـيـقِ غـايٍ
وإنْ كانـتْ وســــائِــلُـــهُ بَـغــايــا
يُـذَكِّــرُنـــي بـحــالٍ كُـنْــتُ فـيــهِ
أســـيـراً لـلـمَـشــــاعِـرِ والـنَّـوايــا
وصِدْقُ الـقَـوْلِ مَـقْـرونـاً بـفِـعْلـي
وشَـكْلُ الـحـالِ يُخْـبِـرُ عَـنْ أَنـايـا
بـهـا قَلْـبـي تَـطَـهَّـرَ مُـنْـذُ صُـغْـري
فـبـاتَ أسـيـرَها تلـكَ الـسَّــجـايـا
فـمـا قـدَّسْـــتُ بـاغٍ فـي زمـانــي
ومـا لـوَّثْــتُ يَـوْمـــاً مُـحْـتَــوايــا
ولَـمْ أَحْـفَـلْ بـمـا تَـلِــدُ الـلـيـالـــي
صـبــاحـاتٍ تُـلَأْلِــؤُ فـي مَـســـايـا
لتُزْهِـرَ في حيـاتـي رَوْضَ عِـشْــقٍ
يُـصَـبِّــرُنــي عـلـى رُزْءِ الـبَـــلايـــا
وأمّـا فـي صَــلاةِ الـعِـشْــقِ كانَـتْ
بـمـاءِ الصَّـمْـتِ تُسْــبَـغُ مُـقْـلَـتـايـا
فصارَ الصَّمْتُ يجري في عروقـي
تَـلَـبَّـسَـــــنــي فـثــارَ عـلـى رُؤايـا
فـلـمْ أبْـصُـرْ مَـوازيـنــاً لـخَـطْــوي
ولـمْ أرسُـمْ نجـومـاً فـي سَــمـايـا
وأَدْتُ البَوْحَ في عَرَصاتِ صَمْتـي
وأَيْـتَـمْـتُ الـغَــرامَ علـى شِــفـايـا
فباغَتَني المَشـيبُ بـشَـوْطِ صَـبْـرٍ
كـلافِــتَـــةٍ وخُــطَّ بـهــا أســــايـا
أصـوغُ مَـلامِـحـي بـشـعـورِ زَهْـوٍ
فتَفْضَحُـنـي بـفَـحْـواهـا الـمَـرايـا
أُقَـلِّــبُ بـاكِــيــــاً أَلْــبــومَ مَـجْــدٍ
لـمـاضٍ فـيـهِ تُـرْثـيـنـي الـحَكايـا
تُؤانِسُـني الـمَـواجِـعُ حينَ أَشْـكو
فأَدْمَنْـتُ المَـواجِـعَ في الـشَّـكايـا
فتَصْبَغُنـي دمـوعُ الشَّـجْوِ حَـتّـى
على حُزْنـي تُـواسـينـي الصَّـبـايـا
وتَنْعـانـي الـفَـواخِـتُ حـيـثُ أَنّـي
أَضِعْتُ بِـغُـرْبَـتــي أحـلـى مُـنــايـا
أَضِعْتُ مَواسمي في خَطْوِ طَيْشٍ
هَـجَـرْتُ بـهـا بَـسـاتـيـنَ العَـطـايـا
فـقـادَتْـنــي لـمُـنْـزَلَــقِ اخـتـيــاري
ولـمْ يُـفْـجَـعْ بـهـا أحَـدٌ سِـــــوايـا
فصِـرْتُ أهيمُ في لُجَجِ المَـنـافـي
ولـمْ أَدْرِكْ رَبـيـعـي مـن شِـــتـايـا
وصِـرْتُ أنـامُ في الأَحـلامِ كيْ لا
تُـطـالِـعُــنـــي بـمـاضِــيّــي رُؤايـا
وصِـرْتُ مُـخَـبِّـئـاً حُـلْـمَ الأَمـانـي
كطِفْلٍ شـاخَ في حُضْنِ الـحَـنـايـا
ويَنْشـدُ في رُبـى الأَطـلالِ شِـعْـراً
يـبـوحُ بـمـا تَـوَغَّـلَ فـي حَـشــايـا
فـيَـأْخُذُنــي لـعِـشْــقٍ كُـنْـتُ فـيـهِ
تُـضـيءُ شـمـوعَ نَـزْواتـي دُجـايـا
فأَبْدو فـي الصَّـبـابَـةِ مِـثْـلَ قَيْسٍ
ولَــيْـلــى مِـثْـلَ نــايٍ فـي بُـكـايـا
*****
الويساوي /تركيا
2024
تعليقات
إرسال تعليق