غدي..مازال خلف الوقت !! للشاعرغازي أحمد أبو طبيخ الموسوي ومتابعات أدبية حول المضمون
غدي ..
مازالَ خلفَ الوقت!!
(بالتبسيط المربح)!
غازي
------------)))))-----------
-خُذيني....
يا رياحَ الشرقِ
صِرْفَ غَمامةٍ حَمْرا
وذُرِّيني....
على تاريخِكِ المنسيِّ
أو تاريخِك المتواطئِ الهمجيِّ
أمحضُهُ دمي حيناً،
وأخرقُ صمتَهُ أخرى....
فقد ضجَّتْ مدائنُ مهجتي
واستوحشَ المسرى
،،،
سأكسرُ عن فمي
قفلاً خُرافيًّا
فقد حُبِسَتْ
وراءَ البابِ سادنةَ الرؤى قسرا
هنا غابٌ من الكلماتِ
مصلوبٌ كزيدِ الخيلِ
فوقَ جدارِ آمالي
هنا قلبُ الحقيقةِ في مهبِّ الريحِ
يرقلُ بين اضلاعي
ويعرضُ كلَّ أحوالي
أُحدِّقُ في غدي المطعونِ
من قُبُلٍ!!
ومن دُبُرٍ!!
فأشهد أنه مازال خلفَ الوقتِ
مثل طموحِ أطفالي
،،،
دخانٌ من "أُجاق" الحِقْدِ
يغشى باحةَ الوطنِ
وقاطرةٌ معربدةٌ
تراءتْ من تخومِ الرّيبِ
تحملُ كُلّ مُرتَجفٍ ومُرْتَهَنِ
،،،
سراجُ القدسِ
هذا المشعلُ الأزليُّ
هذا التاجُ
والمنهاجُ
هذا الطائرُ المعراجُ
مذبوحٌ من الاوداجِ
والسكينُ،
يا ويلاهُ…!!
منسوبٌ إلى سوقِ النخاسةِ في رحى مستنقع الفِتَنِ
،،،
ومالي غيرُ هذا القلبِ
أجرحُهُ
ويجرحُني
وأعزفُ نبضَهُ القاني
ويعزفُني
زمانُ الخوفِ
أرّقَهُ وأرّقني
زمانُ الرُّعبِ
يشنقُ بهجةَ المدنِ
ويُعلنْ
مهرجانَ الشكِّ
والغثيانِ
والأفَنِ
،،،
ومالي غيرُ هذا الشعبِ
أوزعُهُ ويوزعُني ..
فنرقصُ
كالهنودِ الحُمْرِ حولَ النار!!
لاندري ....
أبعدَ الرقصةِ الخرقاء
من زمنٍ
بلا مِحَنِ؟!!!....
.....
كأنَّ مكامنَ البركانِ
في رئتي
كأنّ الأرضَ والإنسانَ
يجتمعانِ في لُغتي
دماً...
يضرى بسرّ النارْ
دماً ...
يعرى على بوابةِ الثوارْ
ويطلقُ خيلَ قافيتي
يرجُّ خرائطَ الموتى
يزلزلُ وهدةَ الثاوين
في غيبوبةِ الأفيون
ويدنو من حجابِ الموتِ
يسبقُ مُدْلِجاً
حتى خيولَ الفوتِ
يرى مابعدَ بطنِ الحوت!!..
"غداً بقميصهِ المرقوع
غداً بفؤاده المفجوع،
ينهضُ من رمادِ المُصطلى
او من سُعارِ الجوع،
ويصعدُ في جمالِ الحقّ"!!..
فثمةَ -رغمَ لفح الريح-
يشهدُ ساريَ البيرقْ
،،،
سيُشرقُ
صحصحانُ الوقتِ بالأنوارُ
وينهضُ كلُّ ذي جَدَثٍ
ويُمْرِعُ كلُّ ذي يبَسٍ
ويُقعي ناكصَ الخطواتِ
وا أسفي
أخٌ في الطينِ
والكلماتِ
والأشجانْ
أخٌ مثلُ النعامةِ مسبلُ الأجفانْ
حتى الآنَ
حتى الآنْ...
يستمري طقوسَ الذلِّ
منكفئاً،
ويعبدُ اكبرَ الاوثانْ !!!
،،،
أُحِسُّ جوانحَ التاريخ
تحضنُ مهجتي
كالبحرِ
والسفانْ...
،،،
قالت:
والنجومُ معي..
سهارى تشهدُ الميدان...
- هديرُ البحرِ
يكشفُ عزمةَ البحارْ
فامخرْ
ضدَّ مجرى الريحِ
والتيارْ
كفى أسفاً
على مَنُ غصَّ بالغثيانِ
قبلَ بدايةِ الإبحارْ
وأخفى راسَهُ المعروقَ
تحتَ عباءةِ الشيطان...!!
***
متابعات :
……………………
دنيا حبيب (سفينة فسيفسائية شعرية) أبحرت بنا، في رحلة اتجهت إلى "الغد" .. لم أكن أعلم أن الغد هو الماضي والحاضر.. التاريخ والمعاصرة.. ولم أكن أعلم أن في نهاية الرحلة ستشرق الحقيقة..
"واخفى راسه المعروق
تحت عباءة الشيطان...!" .....
شاعرنا الكبير والغالي.. "جعلتنا نقدر الغد حق قدره" .. لا الماضي لا الحاضر.. فقط الغد هو رحلتنا التي علينا اللحاق بها.
طبعا سفرٌ واحد لا يكفي على هذا النص..
،،،
Jamileh Alkujok الله، إبداع وتجل ما بعده تجل، دمت متألقا
،،،
Gassim AL-Salman
كأني اول مرة اعيش في زمن الكلمة الطيبة بعيدا عن هلوسة اللاشئ في زمن الغياب التام حيث خلقت فضاءا تاما من مسميات الحياة وجمال الحقائق وربما مااراه هو خلاص ولو مؤقت من مخاض الدنيا المغلف بالالم والمعاناة وكأنني ارى هندسة بناء وماوى فوق الشمس . كلي انشراح وهذا نفسي يشم فسيفساء عبقك فيثمل حالي واعيش في يوتيبيا تامة كأنني اتجول فوق القمر.. دامت بركاتك ايها القديس واعذرني لعدم التكملة لانني اشعر ومنذ فترة بألم حاد في عنقي وظهري جعلني بعيدا عن المتابعة.. اشتياقي ومودتي اخي الحبيب..
،،،
Ruba Msallam -خذيني...
يا رياح الشرق
صرف غمامة حمرا
وذريني....
على تاريخك المنسي
أو تاريخك المتواطئ الهمجي
امحضه دمي حينا,
واخرق صمته اخرى....
فقد ضجت مدائن مهجتي
واستوحش المسرى
...............الله الله على روعة هذا السبك والفرادة بالمعنى .....
نص من الروائع بجدارة برمزيته السلسة الجميلة وانزياحاته وصوره الشعرية سلمت الانامل أستاذنا القدير غازي وتحية تليق بهذا الابداع الرائع
،،،
د.مبارك سيد أحمد هنا غاب من الكلمات
مصلوب كزيد الخيل
فوق جدار آمالي
هنا قلب الحقيقة في مهب الريح
يرقل بين اضلاعي
ويعرض كل احوالي
أحدق في غدي المطعون
من قبل!!
ومن دبر!!
فأشهد انه مازال خلف الوقت
مثل طموح اطفالي
جميل جدا,
أستاذنا,دام نبض يراعك الكريم
،،،
Suhair Khaled .....
ومالي غير هذا القلب
اجرحه
ويجرحني
واعزف نبضه القاني
ويعزفني
زمان الخوف
ارّقه وارّقني
زمان الرعب
يشنق بهجة المدن
ابداع قلمك ..
تنحني له الكلمات اجلالاً ....
عشنا عمرا ننتظر الغد المزعوم؟!..
،،،
حسين ديوان الجبوري ماذا لو ذرتك الريح...؟؟؟
التأريخ لوح خطه المتطفلون
بدماء الجياع.
التأريخ ذاكرة للاجيال
كالسراب يحسبه الضمآن ماء
فتحوا الكواسر
وفاض من ودج الغريق دم
ﻻ ألومك.
أن ضجت مدائن مهجتك
وطال الليل يأسر الفجر الندي
أغتيال الشمس جريمة كبرى
قيدت ضد مجهول
التأريخ ليس محكمة
أنما هو شاهد أثبات
هددوه بالنحر
ليضحى به لمن حج من السياسيين
يباع جلده هنا
ورأسه هناك
ليلبسوا أحراما ملطخا بالدماء
ويبقى التاريخ عينا ﻻ يغمضها الظﻻم
ﻻ يرحم التيجان والرتب
مهما أشتد هبوب الريح
شرقا كان أو غربا
شماﻻ ام جنوبا
أنا اﻻنسان .
منذ كنا في الكهوف
منذ كنا فوق الماء
حتى حصدنا الليل سنابﻻ
وحفرنا اﻷديم نهرا
سينحني التاريخ
للانسان في عدله فقط
ولكن سكاكين اللصوص
ما زالت تقطر دما
اﻻف الطعنات لن تميت التاريخ
يبقى شاهدا على العار
يوم تسقط اﻻقنعة
،،،
استاذي العزيز./غازي ابا نعمان المحترم.
في حضرة حروفك تحل عقدة لساني فينطلق الكﻻم بضراوة الشهوة المتقدة لتكتب لحنا بآلة حديثة ﻻ تنشز اللحن .
امام هذا الفيض النابض والحشد المتلبس بتلك الشاعرية المتوهجة كان باﻻمكان ان ارد على ما كتبت ﻻنك فتحت شهيتي اﻻ إني آثرت أن أكتب عن التاريخ مجسر النص لكل اﻻتجاهات
وأكتفي به
المجاراة كانت صعبة علي بعض الشيء اﻻ اني فيما كتبته حضرتك ارى صورتك فيها فيشتد عزمي من قوة كلماتك وسبك المعاني .
فقد اعجبني هذا التسلسل الدرامي المشوق هكذا وجدت نفسي ارد على جزء من هذا النص الخﻻق .
عذرا سيدي لجرأتي وأنت المرجع اﻻدبي اﻻهم
تحياتي وتقديري الكبير لروحك الكبيرة شيخ اﻻدباء وﻻ انسى انا مازلت أرتوي من معينك اﻻدبي وما زلت ذاك التلميذ المبتدئ بين يديك .
سﻻم يا استاذي الحبيب:
سماء صافية
خذيني يا رياح الشوق
الى الاحبه المهاجرين..
الى عطرهم اشتاق وكل حنين...
معهم يحلوليلي وانسى الانين
،،،
Esam Nasrallah أستاذنا القدير آفاق نقديه والشاعر الراقي صاحب القامة الرفيعه والهمه العاليه‘‘‘
لقد ضعضعت تلك الملحمة الخارجه عن المألوف لدينا كل ما نعرفه عن الشعر فشعرت بأننا لا نكتب الا الفتات ولا نسطر الا القشور فقد تجلت بوضوح روح المعاناه التي هي مهجة الشعر وخلاصته في هذه الملحمة الشعريه واحسبها تحمل لنا جميعاً دعوه موجهة بقوة إلى أننا لا ينبغي لنا الكتابه الأدبية الا من منطلق إيماننا وصدقنا فيما نكتب وتلك هي حقيقة رسالة الشاعر الجدير بأن يحمل القلم ليكتب شعراً
عذراً سيدي لاطالتي فقد الهمتني تلك الملحمة بمعان عجز عن بيانها كلها قلمي
لك مني كل التقدير والاحترام وعظيم الامتنان أن قبلت صداقتي
،،،
Naim El Moallem
رائع رائع. //ياايقونة التاريخ والعرب. رائع رائع ايها الفارس المدجج بالياذة التااريخ والتاريخ الحضاري. رائع رائع. ماقرانا حديثا بمثل هذه الروعة والدهشة التي تعقد الالسنة وتوقظ العمق الفلسفي الفكري في اذهاننا////////معدي كرب. لحظ عينيه سيوف مسلطة.
وهذا التاريخ للواقع اليومي المعيش. صور من الالام والمقت. وجنائز الجبناء والخونة. والمارقين. ينبش. قبورهم الشاعر الفارس. انه ينفخ في رماد. وليس خلف الرماد وميض جمر. فدار لقمان على حالها. ايها الداعي. ولاحيا يسمعك. اثرت تباريحنا وهيأت بعضنا. وما اثقل الاعباء. سلام. عليك. والف بشرى. مازال بيننا من يرتعد ويمتشق. يعربيات جديدة ويحطم الاصنام القديمة والجديدة. سلام عليك. وهبة العتصم. وحلم معن بن زائدة وفورة عنترة واقدام عمرو وصلابة علي وكخالد وووووو سلام عليك لقد اثلجت الصدور. وفجاة اججتها. بجمر يتد للثارات والمج. ///افاق نقدية///////
عيش
Naim
،،،
أسامة حيدر:
زيد الخيل والذي أطلق عليه المصطفى صلوات الله عليه زيد الخير . هو زيد بن مهلهل أبو كنف الطّائيّ . كان بعد إسلامه صحابيّاً جليلاً . قال عنه الرسول الأعظم بعد أن ودّعه وهو في طريقه إلى المدينة : ( أيّ رجل هذا ؟ كم سيكون له من الشأن لو سلم من وباء المدينة ).
أترانا موبوئين كما المدينة . وكذا تاريخنا لأنّه من صُنعنا ؟!
لماذا نسينا القدس وعبثنا بكلّ المقدّسات ؟! وليس لنا إلاّ أن نعضّ بالنواجذ على جراحنا السّاكنة في القلب .
للّه درّك أبا النعمان وأنت تصلب التّاريخ وتجلدنا لأنّا من شوّهه . !
كلّ كلمة في النصّ حكاية . حكاية الأخوة بأشكالهم وأحوالهم والوطن الذبيح تحت عباءة الشيطان حيث تخفّى أخوة لنا .
وأسأل: هل سنبقى خلف الوقت طويلاً أيّها الغازيّ ؟
دمت ياسيّدي . ودام قلمك نابضاً بكلّ خير .
،،،
Majeed Mansoor
تحيه من الأعماق تليق بهذا الإبداع الرائع ·
احسنت استاذنا الحبيب .. كلما قرأت لكم قصيدة .. احسست انك تسكن فوق هناك عند أعالي السماء ونحن ما زلنا نحبوا في غيابت الجب
بوركت استادنا وبورك قلمك
،،،
Fatma Faddawi وجع وجرح وأمنيات تُجهضُ.....جهل وموت وخذلان يغتال ما تبقّى من شرقنا الحزين....ويبقى الحرف يسوقنا نحو غد نتوسّم فيه خيرا...فندعو له بالثّبات في حضرة جنون الخيانة.....
،،،
أحمد البدري
هنا تشرق الشمس من جديد على أرض خصبة بالأدب العربي والمعاني العميقة لروح الأنسان المعبأة بآمال ثورة النفس على الواقع المرير من الأمس الى الغد … ..لا فض فوك استاذنا الكبير
،،،
غسان الحجاج:
وهل لي بعد ان ذقتُ الرحيق الحلو من روضٍ يراودُ نبضة الوجدان؟ ...
سوى استشعار حبِّ النحل للوردِ...واحضر كل انيتي لأملأها شرابا من غديرٍ اسمه الانسان...
حاولت رصف الكلمات المناسبة فلم يسعفني ذهني لاستحضار ما يناسب المقام فليس لدي سوى طيور القطا التي لا ترتقي الى ارتفاعات الغمام
تحياتي لهذا الجمال بالغ الخصوصية الاستاذ الرائع غازي احمد ابو طبيخ الغالي
،،،
نائلة طاهر:
لأول مرة احتار بم أعلق و يتسرب الوقت مني وانا اراوح بين القصيدة وبين الاحتفالية الكبيرة التي استقبل بها زملائي نصك ، عادة من النظرة الأولى للنص الذي ارومه تأتيني الفكرة و المدخل الخاص للتحليل وأحيانا الرد الشعري المباشر الموازي لما بين يدي من أبيات . الرد الشعري كان حاضرا بلحظات لكن التحليل لن اجرؤ عليه ...هكذا نص لا يحتاج ناقد وإنما جندا من النقاد وربما إلى بعض من علماء الكيمياء ليقوموا بما يلزم لفصل المرارة عن الحلاوة من حبات الحروف ..قرأت كل التعليقات قبل أن ارد على غير العادة ايضا كنت أريد أن أرى ردة فعل الأصدقاء عن هكذا نص لا يحتاج ابدا إلى تصفيق وإنما إلى تصديق .رأيت لأول مرة شجاعة والتفاف حول نص ملغم لم ألمح الخوف ولا المسايرة ولا المجاملة بل جرأة وقدرة من الكل على التحديق بالنص على القول جهرا هكذا تكتب النصوص الشعرية وهكذا يدونها التاريخ في تجارب الشعراء .
ارتبكت وانا اقارن هذا النص بما كتبته من نصوص، خفت كاد الضعف أن يتملكني لكن لا ...انا هنا على هذا النهج احبو قد يكون ببطء لكن الخارطة بيدي والوصايا العشر بين العيون. . لا يهم إن بدوت مغرورة لكني على يقين اني مريدة ناجحة .
أختم بالقول أن كل من علق هم موضع الاحترام والتقدير..واليوم أدركنا مع هذا النص جوهر الفكرة فليتقبل كل منا هذه الخلاصة ليستعين بها على الغد الذي اتضحت مسالكه الآن .
هناك من القصائد ما يجعلنا نبكي، نعم نبكي لكن لا نعرف السبب .
اديبنا العزيز .....
،،،
رؤية ألشاعر
حمدي اندرون
غدي ..مازال خلف الوقت..
عنون الشاعر غازي أبو طبيخ قصيدته بهذا العنوان المثير للجدل
عجلة الزمن تسير مسرعة وعجلة الزمن عند شاعرنا تسير الهوينى وهذا ما ولد لدى الشاعر شعورا بالحسرة والعجز عن مواكبة الحاضر
لجأ الشاعر إلى التضاد ( غدي ...خلف) لرفع حدة الإثارة بالمتناقضات في ذهن المتلقي بين الماضي والحاضر
_ بهذا الشعور العاطفي المثقل بالعجز والحسرة والخيبة يدخل الشاعر قصيدته
( خذيني .. يارياح الشرق ..وذريني )
وكأني بالشاعر يريد أن يخلق معادلة بين قطبين الشرق الروحاني الصوفي الذي ينتمي إليه الشاعر ، والغرب المادي العلماني المتطور والذي تصبو إليه روح الشاعر وهذا ما يبدو جليا في نهاية القصيدة عندما يعلن ثورته
_ ما قيمة الشرق مادام تاريخا وريات منسية همجية صامتة وحتى الدروب متوحشة
( فقد ضجت مدائن مهجتي) صورة بيانية جميلة تمثل صراعا نفسيا عميقا صخب وضجيج + مهجة الشاعر التي شبهها بالمدائن بكل ما فيها من قوى متصارعة نحو الإنعتاق
_ أمام هذا التصادم يبحث الشاعر عن مفر يلجأ إليه أو قوة تعينه على النهوض والمتابعة نجده يستحضر شخصية من التاريخ وهي شخصية زيد الخيل المتصفة بالشجاعة والبأس والكرم والتي أعجب بها الرسول ( ص) وأسماه زيد الخير عله يستلهم منه القوة والشجاعة في مواجهة جدران الآمال الخرساء
_ ليفاجأ أن الحقيقة في الشرق مرة ومطعون بها
_ هنا يجد نفسه أمام صنم الشرق الظالم وإن الحقيقة ضائعة
_ قال في نفسه لعلي أجدها في براءة يوسف عليه السلام ( من دبر ) وأن قميص الحقيقة قد قد من دبر
أشهد نفسه أن طموحاته لا تعدو أكثر من طموحات أطفال
وفي خضم رحلة البحث عن الحقيقة المفقودة تراءت له ( وتراءت له في تخوم الريب) والشك وأن الوطن الكبير وهو الوطن العربي يعيش في حال خوف وهو مرتهن للأجنبي والفكر الضبابي الظلامي الحاقد
في كل رحلة بحث سواء في حضارة الشرق أو في التاريخ أو الدين الإسلامي كانت الحقيقة تزداد ضبابية
عاد إلى الحاضر وكله أمل أن يستمد البصيص من سراج القدس ولما له من قدسية القدس الذي يمثل أم القضايا العربية والإسلامية تحبوه روح الأمل والتفاؤل لكن سرعان ما ينكسر ويكتشف أن القدس رغم قدسيته هي سبية تباع في سوق النخاسة وسط الشبهات والفتن
وبعد هذه الرحلة الطويلة والمرهقة وجد أن لا ملجأ له سوى روحه وقلبه ولغته التي تحمل راية ثوراته وهي من ترسم له طريق الوصول إلى الحقيقة لأن الحقيقة كامنة في الروح روح الكلمة
الشاعر غازي أبو طبيخ هو شاعر مثقف ومثقل بروح الشاعرية كان مثال الشاعر المفتون بتصيد الصور الجميلة والمتقنة بروح وثابة وبخيال منفتح نحو آفاق الإبداع وعلى الرغم من سيطرة شعور الخيبة والعجز إلا أنه كان في نهاية القصيدة متفائلا (ستشرق)
طغى الرمز على معظم القصيدة لكنه كان رمزا شفافا بعيدا عن الغلو والغموض في رمزيته مما أعطى للقصيدة حلاوة وإعمال لعقل المتلقي في فك الشفرة
بوركت شاعرنا وناقدنا الكبير
،،،
الاديب شاكر الخياط :
ألرمزية والكشف المطلوب في (غدي.... مازال خلف الوقت) للشاعر غازي احمد ابوطبيخ الموسوي ...
مطالعة بقلم
الاديب شاكر الخياط:
"""""
لعلّي سأكون أكثر واقعية واكثر قرباً الى روح النص الذي بين أيدينا الأن لكوني على معرفة عميقة وعلاقة خاصة مع الشاعر،وفي اي نص من نصوصه من دون تحديد..
ولهذا الامر صفتان كريمتان لاتبعدان عن روح النقد التي تمسكنا بها دائماً ونحن نتجول في أروقة الحروف ومابين السطور لكي نكتشف الضعيف فالجيد فالاجود سائلين الله اولا ان يعيننا على ان لانغمط حق او جهد احد. من هذا المنطلق ساشير الى موضوع نقدي قد استجدت اواصره لكثرة ما يعتريني وانا اتناول هذا النص للأسباب التي قدّمت لها آنفاً حول علاقتي الشخصية الطويلة الزمن بصاحبه،والتي سجلت في ذاكرتي مرحلة رائعة حافلة بالمودة والاخاء والاحترام الراقي المتبادل بيني وبين الشاعر الفذ غازي ابو طبيخ ادام الله عمره الشريف...
ولكننا اتفقنا مسبقاً على أن أسبقية المعرفة لاتبرر الإبتعاد عن روح النقد النزيه في الحالتين:إن كان الشخص معروفا بنصوصه دون شخصيته، وهذا ما اصطلح على تسميته بواقعية النقد التي لا تتحمل الاسهاب الممل ولا الاختصار المقل انما هي عرض لواقعية نقدية أطرافها المبدع والنص والناقد،
(فالمبدع والناقد) ثابتان، اما المتغير فهو النص، ولهذا سيتجرد الناقد المنصف عن كل مايحيط بشخصية المبدع صاحب النص وينشغل ويهتم في بالنص فقط، وهذا ما ادعوه ( واقعية النقد)او كما يسميه النقد الحديث،
ب(موت المؤلف)، وهو عندي مقياس اخلاقي قبل ان يكون ادبيا، وهذا الذي يجبرنا في اغلب الاحيان على ان لا نتجاوز لاصحاب النصوص مايحتاجه نصهم بكل نايخص البناء او اعادة الصياغة او شطب استخدام تعبيري معين،وبالمقابل وبنفس الروحية هذه سنقف اجلالا واحتراما واكراما للنص الذي يجعل روح الناقد واسعة ومحطات سفره متعددة وهانئة سعيدة يسعد بها الناقد المتفحص مثلما يسعد بها القاريء المتتبع الحصيف، وهنا تجبرني هذه الواقعية على ان اتصرف مع صاحب النص ذي العلاقة الشخصية بنفس الاسلوب الذي اتعامل به مع صاحب النص الذي لا اعرفه شخصيا...
هذا الالزام الذي سورنا به اقلامنا وجعلناه مقياسا وميزانا لايدنو اليه مقياس اخر هو الذي جعلنا نتجاهل او لنقل نتجاوز هنات الاخرين ونشير الى الجيد بتوكيد جودته وما كان لايناسب فسياقنا هو النصح لا التقريع – لا سمح الله - ....
النص الذي امامي الان نص بارع في اوجه كثيرة ومتعددة الاهداف والاغراض في اسلوب رمزي مطلوب تارة ، وكشف مجبور عليه المبدع لانه ينهل من المحلية مصطلحاتها وما تعارف عليه الجمع في حين يرقى ويعلو هذا الشعور بالمفردة التي تلقي بنفسها دون تزويق او دون ادنى تكلفة الى مواقع لا اشعر بأنها اقل من النجوم في سماء الله...
انا شخصيا لم اتفاجأ بما كتبه ابو طبيخ، لانني بالنسبة له كأبن جني بالنسبة للمتنبي وهو بالنسبة لي كذلك بقصد التشبيه وليس بقصد المقارنة..فهذا العمر الطويل من العلاقة الحميمة الذي ذكرته في بداية حديثي هو ما اقصده انني اعرف ماذا يقول او ربما اجيز لنفسي القول بماذا سيقول قبل القول، هذا فقط هو الفارق بين النص المكتوب ممن لا نعرف وبين النص الذي نعرف صاحبه حق المعرفة...
كثيرا ما كان الكشف في المفردات المستخدمة لدى جمهور كثير من الشعراء يتراجع معه مستوى الابداع في المنحنى المرسوم للشاعر فيما كتب او يتراجع فيما يكتب من نص قيد البحث لاي ناقد اخر، لكنني هنا اثبت معلومة جديدة ان ما من مفردة في هذا النص كشف عنها الشاعر قاصدا ذلك لمن يعنيهم الا كان ارتقاءا منه بتلك المفردة محافظا في ذلك ومن خلال هذا التوليف الرائع بين المرموز في رقيه وبين المكشوف في رقي اخر يتماهى كلاهما ويتقافز التعبير او المقصود الى العلا مع الحفاظ على روح الايقاع ونقاء الموسيقى، وفي كلا الحالتين ( وهذا بلا شك يحسب للشاعر بشكل واضح) التفاؤل والغناء او الحزن والبكاء من جهة والغضب المحبوب والالم النازف الجرح لهم الوطن والأمة وهم الناس دون الاكتراث الى هموم الشاعر الشخصية التي لم يتطرق اليها ابدا انما الاهم كان عنده هو المهنومين المظلومين من ابناء الأمة والبسطاء الذين اراهم كأنهم يشكون امرهم الى الله من خلال المبدع، وهذا الايحاء الذي يوحي لك ان التجرد عن الشخصنة والابتعاد عن الانا في سبك الامور هو غاية مايرجوه ابو طبيخ ولا استطيع هنا ان اتجاوز شطرا او ايقاعا لمفردة او مجموع النص لكي لا اجرح كل النص الذي رايته بل لمسته كلا واحدا حاكته يد الشاعر لتلقي به الينا ليس شعرا فحسب او ايقاعا بموسيقى صافية ورقيقة انما كان هذا النص بمثابة بساط ريح اخذني انا( شخصيا) الى حيث كنت فيما مضى من اربعين سنة او يزيد واخي الحبيب الشاعر ابو نعمان،فتاملت النص مليا بل وأعدته تكراراً، فتارة جعلني ابتسم لا لأنّ النص فيه مايدعو لذلك ولكن روحي التي تعرف مابين السطور هي التي تبتسم لفرحها، ان العمر الذي تجاوز منتصف العقد السادس بالرفاه والصحة والسلامة للشاعر الامين لم يقترب اليه هاجس الشيخوخة بعد، وكأني به ابن العشرين في اروقة الجامعة البصرية وفي ثنايا كليته وجنب احبته من الطلبة عنفوانا كما كان، هذه البارقة التي تجعل عينيَّ مفتوحتين لا ترغبان حتى الرمش، اتمناها انا لكل المبدعبن، فلا شيخوخة في الابداع انما الابداع واحد قديمه وحديثه على حد سواء...
في هذا النص نستخلص جملة واحدة لاغير استطيع ايجازها بان الشاعر قال ( الاطفال والنساء والشيوخ -اي هذا الشعب- يلمس ان هناك ريحا اتت رائحتها فانا شخص منكم وإليكم ونائب عنكم سافضحها على الملأ وليكن الطوفان!!)
هذا هو دور الشاعر والا لماذا نكتب اذا لم نحقق ماحققه ابو طبيخ هنا في هذا النص الناضح، الذي يقطر دما ويشتاط غضبا لما يدور وبكاء على هذا البلد الذي احبه كثيرا كما لمست وخبرت طيلة سنين...
مع خالص اعتباري ..
تعليقات
إرسال تعليق