المذهب الواقعي مداخلة الباحث العراقي جبرائيل السامر حول المذاهب الأدبية وأثرها في الأدب العربي مقال الناقد غازي أبو طبيخ
المذهب الواقعـــــــــــــــي
مداخلةً مع مابدأه الأستاذ الفذ غازي احمد ابوطبيخ من جهود بحثية حول موضوعة المذاهب الأدبية وأثرها في الأدب العربي، أضيف هنا مقالتي البسيطة عن المذهب الواقعي، متمنياً أن تكون لبنةً متراصفةً مع مابدأه أستاذي أبو طبيخ.
ظهر المذهب الواقعي في منتصف القرن التاسع عشر منطلقاً من مبادئ الفلسفة المادية الجدلية ومتحولاً الى الآداب والفنون. إذ ظهر كردة فعل على الرومانتيكية، التي عنت بالخيال المفرط والفردية والإبتعاد عن الموضوعية والواقع المعاش، وضد نظريات ضيقة في فائدتها الإنسانية، كنظرية الفن للفن.
اهتمت الواقعية بتصوير وتحليل حياة الطبقات العاملة (البروليتاريا) والمسحوقة من المجتمع، خصوصاً في كفاحها ضد الرأسمالية، مع رصد الجوانب السلبية وتناقضات المجتمع وعيوبه: كالفساد والإستغلال والعبودية، رصدها الى درجة كبيرة حد إلصاق صفة التشاؤم بهذا المذهب.
تفرعت الواقعية فيما بعد نتيجة اختلاف الأسس الفنية الثانوية، مع بقاء الأسس الاولى ثابتة مشتركة الى :
- الواقعية الانتقادية، ومن ممثليها تولستوي وبلزاك وفلوبير
-الواقعية الطبيعية: التي ترى الانسان كائناً غرائزياً، متاثرة بنظريات دارون. ومن ممثليها أميل زولا
-الواقعية الاشتراكية المتأثرة بالفكر الماركسي ومن ممثليها مكسيم غوركي، الذي أطلق عليها التسمية.
أما في أدبنا العربي فقد دخلت الواقعية في ثلاثينيات القرن العشرين، ويرى الدكتور محمد مندور ان الواقعية الحقيقية قد تجلت عند طه حسين في كتابه (المعذبون في الأرض) وكذلك عند توفيق الحكيم ويوسف ادريس وعبدالرحمن الشرقاوي في طرحهم مشكلات المجتمع المصري، وهي غير الواقعية بنسختها الغربية التي تجلت في كتابات محمد تيمور متأثراً بالكاتب الفرنسي جي دي موباسان.
ان تشعبات المذهب الواقعي وتنوع فلسفاته ونظراته الى المجتمع يفرض علينا طولاً في الطرح، سنحاول في مقالات لاحقة أن نتناول ماتشعب من المذهب.
والله من وراء القصد
ألباحث
جبرائيل علاء السامر
تعليقات
إرسال تعليق