المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2025
PNGHunt-com-2

القفلة المباغتة في ق.ق.ج للناقد العراقي كريم القاسم

إلى المتلقي الفطن: إنّنا في هذا الجزء لا نقتفي أثر نص مكتمل، بل ندخل إلى المختبر البلاغي للـ (ق.ق.ج). هذه القفلة المباغتة التي نختبرها ليست مجرد نهاية، بل هي تغيير كيميائي في بنية النص، يستوجب منكم، أيها المتلقون، التزام دور الشريك الفاعل. الـ (ق.ق.ج) فن يتعمّد إخفاء جزء من الحقيقة ليجبر العقل على إعادة قراءة كل ما سبق. لذا، ندعوكم إلى تفكيك هذه الآليات، لتكتشفوا كيف يُدار التناقض بين النفي والإثبات، وكيف يُهندَس الغموض لتتحول لحظة القراءة الأخيرة إلى كشف دلالي يُبقِي النص حياً خارج صفحاته. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (القصة القصيرة جداً هندسة القفلة المباغتة) (الجزء الرابع) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنَّ فن الـ (ق.ق.ج) يتجاوز مفهوم الإيجاز ليبلغ مرتبة التأثير المُحكَم، وتحويل الإيجاز إلى دهشة فنية. إنَّ النص هنا ليس مجرد سرد مكثف، بل هو بنية تُصمَّم بأكملها لتخدم اللح...

تحفة النفي والإيجاب (تحليل الناقد كريم القاسم لبيت الفرزدق الشعري الخالد

أيها القارئ الذكي، أيها المتلقي للجمال الجاسر: توقّف! فليس كل الشعر يُقرأ، فبعضه يُتلى كآية، وبعضه يُرمى عليك كصاعقة. إننا لا نقف اليوم أمام بيت من قصيدة، بل أمام حالة لغوية طارئة حَكمَ فيها الكرم المطلق على حرف النفي الوحيد في اللغة العربية بالإعدام. تخيّلْ شاعراً يجرؤ على أن يزعم أن لسان ممدوحه قد صُودِرَت منه كلمة (لا) ولم تُترك له حرية النطق بها إلا عند أعتاب التوحيد والتشهد. هذا ليس مدحاً تقليدياً، بل هو هندسة للمعنى على إيقاع الصدمة والقداسة. هنا، يرغمنا الفرزدق على التسليم بعبقرية إيقاف اللغة عند حَدٍّ لا يتجاوزه إلا الإيمان، ثم يرقص بنا مجازياً إلى الشطر الثاني ليقول: (لولا قدسية لا إله إلا الله، لكانت كل (لا) لهذا الرجل تحوّل، بحكم الجلال، إلى (نعم) عظيمة. فاستعدْ لدخول عالم حيث الكلمة تنقلب على دلالتها، وحيث الحرف الواحد يكشف عن جوهر كامل. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (تحفة النفي والإيجاب) (تحليل نقدي لبيت الفرزدق الخالد) ـــ...

المذهب الواقعي مداخلة الباحث العراقي جبرائيل السامر حول المذاهب الأدبية وأثرها في الأدب العربي مقال الناقد غازي أبو طبيخ

المذهب الواقعـــــــــــــــي مداخلةً مع مابدأه الأستاذ الفذ غازي احمد ابوطبيخ من جهود بحثية حول موضوعة المذاهب الأدبية وأثرها في الأدب العربي، أضيف هنا مقالتي البسيطة عن المذهب الواقعي، متمنياً أن تكون لبنةً متراصفةً مع مابدأه أستاذي أبو طبيخ. ظهر المذهب الواقعي في منتصف القرن التاسع عشر منطلقاً من مبادئ الفلسفة المادية الجدلية ومتحولاً الى الآداب والفنون. إذ ظهر كردة فعل على الرومانتيكية، التي عنت بالخيال المفرط والفردية والإبتعاد عن الموضوعية والواقع المعاش، وضد نظريات ضيقة في فائدتها الإنسانية، كنظرية الفن للفن. اهتمت الواقعية بتصوير وتحليل حياة الطبقات العاملة (البروليتاريا) والمسحوقة من المجتمع، خصوصاً في كفاحها ضد الرأسمالية، مع رصد الجوانب السلبية وتناقضات المجتمع وعيوبه: كالفساد والإستغلال والعبودية، رصدها الى درجة كبيرة حد إلصاق صفة التشاؤم بهذا المذهب. تفرعت الواقعية فيما بعد نتيجة اختلاف الأسس الفنية الثانوية، مع بقاء الأسس الاولى ثابتة مشتركة الى : - الواقعية الانتقادية، ومن ممثليها تولستوي وبلزاك وفلوبير -الواقعية الطبيعية: التي ترى الانسان كائناً غرائزياً، متاثرة ب...

ق.ق.ج /الرمز والتقطيع في ق.ق.ج : الناقد العراقي كريم القاسم

أيها القارئ الكريم: نصل اليوم إلى محطة مهمة في سلسلتنا النقدية حول القصة القصيرة جداً (ق.ق.ج). بعد أن استوعبنا قاعدة الاستئصال الجراحي للمفردات الفضفاضة، وفهمنا أن القاص يتحول إلى صائغ للكلمات، نرفع الستار الآن عن سر العبقرية الدلالية في هذا الفن، عبر سبر غور الأدوات التي تمنح النص قوته الساحرة، وأبرزها: البناء الرمزي الذي يحوّل الجماد إلى مرآة مصير، وتقنية التقطيع التي تجعل الفراغ بين الجمل أشد بلاغة من الكلام. لقد كنا ننوي اختتام هذه السلسلة عند هذا الجزء، ولكن نظراً لاتساع المحاور النقدية لهذا الفن وضرورة استيفاء جميع زواياه الجمالية والمنهجية، وبهدف إعمام الفائدة وتعميق الوعي النقدي بهذه الجزئيات، فقد قررنا تمديد هذه الحلقات لتتجاوز عددها المعلن. إذ نطمح بذلك إلى تقديم ملف نقدي متكامل، يُحيط إحاطة تامة بأسرار هذا الفن العسير، ويضع خارطة منهجية لمعايير الجودة والتميز فيه. لذا، ندعوكم لمواصلة هذه الرحلة النقدية معنا، لتدركوا أن الـ (ق.ق.ج) ليست مجرد إيجاز، بل هي قنّاصة دلالية تصيب العمق بأقل طلقة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...

كتب في تابوت من ورق :الناقد العراقي كريم القاسم

إلى القارئ الواعي، الذي يُعلي من شأن الكلمة الرصينة: نحن أمام تشريح لجريمة كبرى في حق الأدب، طباعة الكم على حساب قيمة النوعية. في ضوء تكدس المطبوعات الجديدة التي تفتقر للعمق، بينما تبقى الأعمال المرجعية القديمة هي مبعث الثقة، نسلط الضوء على (هَوَس التكرار الأعمى) وهي إصرار المؤلف على إصدار عَملهُ الثاني والثالث رغم أن الأول مات شهيداً على الرف بلا نقد ولا قراءة حقيقية. لقد تراجع دور المُحكّم النقدي الأمين، وحلَّ محله ترويج المصلحة والمجاملات العابرة، مما أدى إلى هبوط حاد في مستوى الذوق العام. هذا المقال يضع الأصبع على الجرح. متى نُدرك أن فرحة طباعة عمل محكوم عليه بالنسيان ليست سوى طقس وداع مُهين للجهد؟ لعلّ في هذه الصراحة القاسية ما يبعث روح المراجعة الصارمة في محافل النشر ومحارس الطباعة، ونرجو أن تُحرِّك هذه الصرخة الناقدة سكون الضمير. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (كُتبٌ في تابوتٍ من ورق) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...

قمر بسلاسل الرغبة : الشاعرة السورية سعاد محمد

قمرٌ بسلاسلِ الرَّغبةِ.. أوّلُ المطرِ.. تركضُ السَّواقي سعيدةً مع الرَّعد.. وفي آخرهِ.. تربي وحيدةً القصبَ اليتيمَ! أوَّلُ الحبِّ.. رمانةٌ تقبِّلُ يدَ الرِّيحِ.. لتفكَ أزرارَ مشاعرِها!.. وآخرُه.. تُخرجُ الرِّيحَ من بابِ القصيدةِ.. وتبكي لتستريحَ... قمرٌ بسلاسلِ الرَّغبةِ.. آتٍ من مناجمِ الشِّعرِ يتجلْبَبُ بنفادِ الصَّبرِ! في نظرتِهِ شامةُ حزنٍ، ومنحوتةٌ لعشتارَ! نسيتُ كيفَ أستقبلُ اللّحظةَ كطفلةٍ في احتفال! فالقلوبُ كالأماكنِ تهرمُ إن لم نرشَّها بماءِ الثَّرثراتِ الدّافئةِ! البردُ يأكلُ كتفَ القلبِ.. والبلادُ أكلتِ الكتفَ الآخرَ!. أحسو الأيّامَ بشفاهِ نايٍ.. فالضَّحكاتُ حصىً على سقفِ البيوتِ الحزينةِ والأغنياتُ تُحرجُ الفساتينَ السّوداء! صوتُكَ سهلٌ، ويدي خضراءُ اعطني صوتَكَ لأزرعَهُ شجرَ عناقٍ! كلُّ ما بكَ يمشِّطُ شعري.. يحشو قمصاني بالدوريِّ، ويلوِّنُ أظافري بالمشاويرِ.. دمُكَ تاريخٌ من المعاركِ الشّعوريّةِ غرقَتْ بهِ سفنٌ مراهقةٌ.. ورمى فيه مهاجرونَ أحلامَهم الثَّقيلةَ! دمُكَ اقتتلتْ على ضفّتيهِ شعوبٌ.. لتحوزَ ليلةً من ألفِ ليلةٍ وليلة.. كلُّ ما فيكَ أدونيسُ.. يُدخِلُ البلادَ ف...

فن القصةقق.ج ج2 : الناقدالعراقي كريم القاسم

أيها القاريء الكريم: نستكمل اليوم رحلتنا في استكشاف أسرار فن القصة القصيرة جداً (ق.ق.ج) ضمن سلسلتنا النقدية. بعد أن تناولنا في الجزء الأول البنية الوظيفية للقصة واختيار العنوان، ننتقل في هذا الجزء الى صميم عملية الإبداع المنهجية الصارمة في اختبار المفردة والتخلص من الحشو. سنسلط الضوء على الأبعاد الثلاثة لخارطة طريق القاص الماهر، بدءً من قاعدة (العمليات الجراحية) التي تقتضي إزالة القشرة اللغوية لتحرير الجوهرة الدرامية، مروراً بأولوية المفردة التي تولد الصراع، ووصولاً إلى قوة القفلة الماتعة. ندعوك، أيها الكاتب والمهتم، للتعمق في هذه القواعد التي تثبت أن القصة القصيرة جداً ليست مجرد تقليص، بل هي فن النحت اللغوي الذي يطلب الإيجاز والضرورة. إن القصة القصيرة، بخلاف الرواية، فهي فن مرهون بالاقتصاد اللغوي الصارم، فكل كلمة فيها هي استثمار يجب أن يدرّ عائداً درامياً أو دلالياً. القصة القصيرة جداً (ق.ق.ج) ليست مجرد تقليص للحجم، بل هي ميلادٌ جديد للسرد، حيث يتحول القاص من كاتب عادي إلى صائغ ماهر للكلمات، يُلزم نفسه بتحقيق أقصى دلالة بأدنى تعبير. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...