ويتداعى الدرويش على حجر الموت : الشاعر العراقي غازي أحمدابوطبيخ
وَيَتَدَاعَى
الدّرْوِيشُ
على حَجَرِ المَوْت!!..
(خارج الدائرة الواحدة،وداخل الإيقاع الواحد):
تاريخ الطبع 2000م
،،،
،،،
راهِجٌ.....
في مرايا الضياءِ
روحُ الخطابِ الدفينِ
إذْ كلّما جفَلتْ
لغةُ البحرِ
القى
على النخلةِ السومريةِ
أمراسَ مركبهِ
وغنّى...........
قال في موسمِ
الغروبِ الاخيرِ :
-يانجمةَ اللّهِ في مهجِ الغرباءِ
ياطائرَ الأملِ المستحمَّ بالنارِ
"أشكو اليكِ
بثّي
وحزني"
وبعضَ شجونِ الطّماحِ
التي أومضَتْ
في بطونِ الغمامِ الثَّقالِ..
إنّي أُسامِرُ
شباكَ حلمٍ قديمٍ
وأفترعُ الصمْتَ
والخوفَ
كلَّ مساءٍ
أُشقِّقُ وجهَ الفضاءِ
وأجْأَرُ كُلِّي
بروحي وظِلّي
-إلامَ التخلّي
ألا تسمعين الوحيبَ المُصَلّي؟!
تطايرَ قلبُ المعنّى شعاعاً،
ولا برقَ بالقرب
يفتحُ باب التّجلّي!!
غريبٌ أنا
وجراحُ النّدامى
نجيشُ معاً
ويثورُ دمي
كُلّما وقَرَ الجَمْرُ قافيتي
أورقَ الشجرُ
النازحُ من لُغتي!!
أومضَ البرقُ
وانارَ الهوى مهجتي!!
كُنْتِ
في ثَبَجِ القلبِ
سِدْرةَ المُنتهى!
كنتِ
في الانعتاقِ الجريحِ
كتابَ الودادِ القديم
ألا ليتني ماسمعتُكِ
حينَ أنْطقَكِ الحبُّ:
-إنَّ للتوقِ وسواسَهُ!
ها انا ملتحفٌ باللهيبِ
الذي في مداكِ
مستوحشاً
"صخرةُ الموتِ"
تقطعُ مسراكِ
صوتُكِ يبلغني
-إنّ للظلموتِ حرّاسَهُ؟!
قلتُ في أرَقي
في السدوفِ التي
في جوار الحتوفِ
-تلك ليالٍ طوالٌ
وذلك حزنٌ مُقيلٌ
كانَ يُباركهُ"إنْليلُ"
وكانَ على صدريَ العليلِ
حجرٌ ثقيلٌ!!
تطلَعُ من رئةِ الليلِ
أشداقٌ شتّى
"دي سادُ!!
واللحمُ الطازجُ
"مانو"!!
والجسدُ الناضحُ
أيةُ"أرضٍ خرابٍ"*
وأيُّ موسمٍ للرَّهابِ!!
وكانَ ابو فراسٍ
يرسفُ
إنّ أبا فراسٍ ينزفُ،
تلكَ التوابيتُ تجتالُهُ
بينَ غريبِ المكانِ
وعجيبِ الزمانِ
و"خولةُ" تهمسُ حاسرةً
من وراءِ جدارِ الغيابِ:
-غيَّرْ ثيابِكَ وارتدِ الزمكانَ
كلٌّ يُغيَّرُ الوانَهُ
فرحاً بالهوانِ
غيّرْ مِدادَكَ
واتَّبعِ الهذيانَ!!
قلتُ منتفضاً:
-تلك لعبةٌ لايُجيدها الدراويشُ
أو شعراءُ الجمالِ
(يا نائحَ الطلْحِ اشباهٌ عواديـــنا)
لمْ يَجْمَحِ المـوتُ إلّا مِنْ تَواطينا
لـو كانَ أبْرقَ فيـــنا مايُـداوينـا
لمـا شـرِبْنـا دواءً لايـداوينــــا
أشهى من العلقمِ المنقوعِ سيدتي
أنْ يغرسَ الحُرُّ في جنبيهِ سِكّينا
،،،
ياأيُّها الحَلّاجُ
يا منهرقَ الأوداجِ
بل يا ايها المستوحشُ المُهتاجْ
"ستركبُ الرياحَ والامواجْ
حتى اراكَ"
راعفاً
مجنّحاً
بدهشةِ الطاغوتْ
تمرقُ كالشهابِ
من عيونِ الحوتْ
تركبُ بالعزمِ صخورَ الموتْ!!...
وهاهو الحلاجُ،
مايزالُ
فوق سورةِ الامواجْ!
يحدو به الجنيدُ
من بغدادْ:
(ستركب الريحَ واليمَّ
حتى اراكَ على خشبة)!!
وتنطقُ الشموعُ
حولَ رأسِكَ
الْ يرفضُ أن يموتْ
يرفضُ أنْ
يدخلَ بطنَ الحوتْ
يرفضُ انْ
يسمحَ للزمانِ
أنْ يفوتْ !!
الجسرُ كلُّ الجسرِ
تلكَ الخَشَبَة
ستدرجُ القلوبُ
فوقَ الماءِ
كالنوارسِ البيضاءِ
كاليمامْ
والسيفُ الهمجيُّ
مُنْفَصِمُ الرَّقَبَة..
وأبو فراسٍ
دونَ جَناحٍ
يرتادُ الحَلَبة
ألرومانيُّ مذعورا
يحلبُ اوداجَ الريحْ
ألتتريُّ المُرَكّبُ
يَهوي ذليلاً
على قدمِ
الحُسَينِ
والمسيحْ..
وأبو فراسٍ
يخرجُ من ديماسِ الموتْ
ها هو ذا ،
يمرقُ فوقَ
عيونِ الطاغوتْ
ويتداعى
حجرُ الموتْ!!!..
يبزغُ نجمُكَ
في البابِ الاولْ،
أنْطوِي رويداً عليكِ،
سوفَ اكونُ
أبهى وأحلى
منطوياً على العالمِ،
مثلَ سراجِ المولى..
أنفضُ الرمادَ القديمْ
واطيرُ بجناحينِ
مثل الحلّاجِ
مثلَ المسيحِ
مثلَ الحُسينِ
اطير بعيداً
جدّاً جدّاً،
اطيرُ،
أطيرُ
أطير....
تعليقات
إرسال تعليق