حاضر قاس : الكاتبة فاطمة محمد
" حاضرٌ قاسٍ "
العاشر من أيلول ..
فجأة أرى إخوتي الصغار قد ازداد طولهم ولم أستيقظ على الشجار السنوي المعتاد " انهض لقد تأخرت عن المدرسة " .. والدي وقد شاب شعره .. أمي وقد ابتدت التجاعيد تظهر في وجهها الجميل .. أنظر للحي وقد اختلفت ملامحه .. أطفاله باتوا شبانًا .. جارنا العجوز توفي .. صديقة أختي التي كنت ألاعبها في صغرها أصبحت أمًا .. أصدقائي يظهر عليهم النضج .. شجرة بيتنا تكاد تصل للسماء .. كل شيء تغير وكبر ..
أعاود النظر في المرآة فأجد نفسي كما أنا .. جالسًا في زاويتي الصغيرة .. أتناول كوب الشاي الدافئ .. وحيدًا ولا أشكو الوحدة .. بنفس الملامح وكأن الأعوام لم تمر علي .. تراودني فكرة حمقاء .. لوهلة أعتقد أنني قد نمت كأهل الكهف وأقول في نفسي كم لبثنا ؟!؟!
أعيد التفكير والنظر إلى نفسي .. أجد اختلافًا واحدًا .. أنني نسيت كيف أبتسم .. وعيناي يغزوهما الحزن على حالي .. والألم مما حصل .. والحسرة عما مضى ..
لا زلت أحمقَ قابعًا في براثن الماضي .. كيف لا ؟
والحاضر قاسٍ .. أقسى مما يمكنني التحمل !!
حاضر هاجر فيه الوطن بأكمله وبقينا نحن أغرابًا فيه ..
ومستقبل مجهول الهوية ..
لهذا أجد نفسي ذاك الأحمق مجددًا .. أرفض التقدم في السن وأبقى في مكاني والناس حولي يتغيرون وأستيقظ يوميًا وأنا في دهشة من أمري !؟
10/9/2018 .. Memories ..❤️
#فاطمة_محمد
#روح_مجبرة_على_البقاء
تعليقات
إرسال تعليق