لسنوات عشرة : الشاعرمنهل مالك
لسنواتٍ عشرة
والريحُ السَموم
في جراحِ الصخور
تستمني زبدَ الأمواجِ العاتية
لسنواتٍ عشرة
والصراصيرُ الحُبلى
تقيءُ الحملَ
في الزوايا المُعتِمة
لسنواتٍ عشرة
والثورةُ تزني
والدولةُ تزني..
سِفاحٌ قربى
يُنجِبُ قوارضاً مُستذئبة
لسنواتٍ عشرة
"تفيّرَستِ" الأرحام
حتى بيض الحمام
صار يفقسُ غيلان
قد تصادفُ لها
وأنتَ في سُعارِ الزُحام..
بيوضاً مُلقّحة
لقّحها الجوع
أو القهر
أو البرد
أو الخوفُ من الغد
أو ربّما ...
لقّحها بُصاقُ المرحلة
مُتّسخةً.. ذابلة
كعرجونٍ قديم
فوق رصيف الرغيف
لفظتها أُمّها الشجرة
تدوسها الأقدام
خصيّةُ الأحلام
بعلبةِ مناديل
تبيعُ دمعة.. عُمرها عشرة
على إشارات الضمائر المُعطلة
حَدّق...
حَدّق جيداً في عيونها المتعبة
ترى مستقبلَ زنيم
يزني بأمّه
ترى ثائر
يرى سراديبِ الساسة..
أسواقَ نِخاسة
وربطات العنق ..
حبالَ مشنقة
ترى كافر
يرى المعابدَ متاجر
وحتى الربُّ القادر
يراهُ عاجزاً
عن ردّعِ جلّاد...
قد تَبّرأُ الأجساد.. قد
.. ولكنْ ..
للسياط أصوات
يترددُ صداها في
ندوب الذاكرة
فحاذر...
مِن هذا الجيل الصريم
لسنواتٍ عشرة
في رحمِهِ الكظيم
...تنمو قنبلة
منهل
تعليقات
إرسال تعليق