فن عنوان الرواية : الناقد العراقي كريم القاسم
أيها القارئ الكريم: هل تساءلت يوماً عن سر تعلّقك برواية دون أخرى، حتى قبل أن تقلب صفحتها الأولى؟ إن السر يكمن في تلك العتبة الأولى، في تلك الكلمات القليلة التي تُشعل جذوة الشغف أو تطفئها. إنه العنوان. فالعنوان في عالم الأدب ليس مجرد اسم، بل هو همسة أولى، ومفتاح ذهبي، يختصر رحلة، ويحمل وعداً. وبين فخامة اللغة العربية الفصحى وجاذبيتها العالمية، وبين قيود اللهجة المحلية و ضبابيتها، يقف الكاتب أمام مفترق طرق حاسم. فلنغُص معاً في هذا المقال لنتعرف على فن صناعة العنوان الرصين الذي يضمن لعملك العبور إلى القلوب وتحدي تقلبات الزمن. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (فن عنوان الرواية) ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إنَّ عنوان الرواية هو البوّابة الساحرة التي يلج منها القارئ إلى عوالم النص، وهو النغمة الأولى التي تلامس وتراً في أعماق النفس. وعليه، فإن المأمول أن يكون هذا العنوان شاملاً واسع الأفق، يحمل صدىً يتجاوز الحدود الجغرافية وضيق الرقعة...